# التّصنيف التّحصيلي ألّف الإمام [[النووي]] في الحديث والفقه واللغة والأعلام مؤلفات صارت مراجع للمتخصصين، برغم طلبه للعلم متأخرًا وموته مبكرًا، وكانت مُدّة طلبه للعلم 6 سنوات ومُدّة عطائه العلمي 20 سنة فقط. > [!note] ملاحظة جانبيّة > يُكنّى العالِم أحيانًا بما اشتدّ اختصاصه بِه: فسُمّي [[ابن العطار]] بمُختصر النووي لشدّة اهتمامه واختصاصه بشيخه النووي، وسُمّي شيخ [[محيي الدين البرعمي]] بالكافيجي لكثرة اشتغاله بكتاب الكافية. ## التصنيف للتحصيل قال [[الإسنوي]] تفسيرًا لعطاء [[النووي]] العظيم في هذه الفترة البسيطة أنه: (**جعل تصنيفه تحصيلًا، وتحصيله تصنيفًا**). أيّ أنّه كان يجعل تأليفه وسيلة لطلب العلم، ويجعل طلبه وتحصيله للعِلم في صيغة مؤلفات مباشرة. ويبدو أنّ [[النووي]] قد فعل ذلك متعمّدًا وليس صدفةً، فقد قال في [[شرح المهذب]]: (وينبغي أن يعتني بالتّصنيف إذا تأهل له، فبِه يطّلع على حقائق العلم ودقائقه، ويَثبُت معه). وطريقة التّصنيف بهدف التعلّم لم يخترعها ويُنفّذها [[النووي]] وحده، نقل [[الخطيب البغدادي]] عن شيوخه: (**من أراد الفائدة فليكسر قلم النسخ وليأخذ قلم التّخريج**). فالتصنيف يضطر المرء لكثرة التفتيش والمُراجعة مما يزيد الطالِب عِلمًا. وتكّلم عن هذه الطريقة العديد مِن العُلماء واستخدمها العديد مِنهم كوسيلة للتعلم قبل أن تكون وسيلة لنقل العِلم للآخرين. ## التدريس كطريقة أخرى التصنيف طريقة من الطّرق وليس الطّريقة الوحيدة، فكلّ أساليب الإنتاج والعطاء العلمي تُفيد في التّحصيل، مثل تدريس العلم: فبعد أن يقطع الطّالِب شوطًا في العلم يُساعده تدريسُه للآخرين على تثبيت معلوماته، وفتح الآفاق للبحث والتبحّر، وإثارة الأسئلة وتسليط الأضواء على مواضع لم يكن لينتبه إليها لولا أسئلة طلّابه. فيستفيد المعُلّم من التعليم كما يُفيد طلّابه. ## البحث العلمي الواقع فيه تحديات كبيرة وحاجة كبيرة للبحث العلمي في مُختلف المجالات، ولدينا الكثير من المتميزين في مُختلف العلوم، لكن يُلاحظ بنفس الوقت فتورٌ في التجاوب السريع للتحديات ونشر الأبحاث العلمية وإشعال الوسط العلمي بالإنتاج والتداول. ويبرر هذا الفتور بتأخير المُبادرة حتى إتمام طلب العلم، وهذه الحُجّة ناتجة عن تصوّر خاطئ وهو أن التّصنيف هو وسيلة للعطاء فقط، والحقيقة أنه وسيلة تلقٍّ وعطاء.