# 📜 مركزة المركزيات ## فهرس المحاضرة 1. [[#تعريفات]] 2. [[#المستند الشّرعي لقضية المركزيات في الشريعة]] 3. [[#أمثلة متعددة للخلل في المركزيات وماذا أحدث؟]] 4. [[#الإشكالات التي تنتج عن الخلل في المركزيّات]] 5. [[#كيف نعرف المواضيع المركزية]] - [[#من ناحية الشرع]] - [[#من ناحية مشكلات الواقع]] 6. [[#الآثار الحسنة المترتبة على مركزة المركزيّات]] 7. [[#تصحيح المركزيات في الواقع]] ## تعريفات المقصود بمركزة المركزيات: - **مركزة:** أمر ذاتي، وهي إعادة ترتيب الوضع لتأخذ وضعها كما أخذه الشرع - **المركزيات:** شيء مرتبط بالشّريعة أن فيها تفاوت في أهمّيتها، أمور تدور حولها الشّريعة **تعريف مركزة المركزيات:** إعطاء كل أمر شرعيّ قيمته، التي جعلها له الوحي، والعمل على ضوء ذلك من حهة الأولوية والاهتمام. **من ناحية الواقع:** إعطاء كل مشكلة في الواقع قدرها من الاهتمام بحسب قيمتها في الشرع وأثرها في الواقع ## المستند الشّرعي لقضية المركزيات في الشريعة هل يوجد في الشريعة معنى التفاوت في الأمور الشرعية؟ الجواب: نعم وجدًا. مثل: حديث أبي {أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم...}. وهذا الحديث يدل على أنّ التعرّف على الله والعلم به قضيّة مركزيّة ومثل: حديث أبي [[سعيد بن المعلّى]] قال: كُنتُ أُصَلِّي في المَسْجِدِ، فَدَعانِي رَسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فَلَمْ أُجِبْهُ، فَقُلتُ: يا رَسولَ اللَّهِ، إنِّي كُنْتُ أُصَلِّي، فقالَ: ألَمْ يَقُلِ اللَّهُ: {اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ} [الأنفال: 24]؟ ثُمَّ قالَ لِي: لَأُعَلِّمَنَّكَ سُورَةً هي أعْظَمُ السُّوَرِ في القُرْآنِ قَبْلَ أنْ تَخْرُجَ مِنَ المَسْجِدِ. ثُمَّ أخَذَ بيَدِي، فَلَمَّا أرادَ أنْ يَخْرُجَ، قُلتُ له: ألَمْ تَقُلْ: لَأُعَلِّمَنَّكَ سُورَةً هي أعْظَمُ سُورَةٍ في القُرْآنِ؟ قالَ: (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) هي السَّبْعُ المَثانِي، والقُرْآنُ العَظِيمُ الذي أُوتِيتُهُ. ومثل: {ومن أحسن قولًا ممن دعا إلى الله..} ومثل: {الذين يجتنبون كبائر الإثم..} فالتفاوت في الأوامر والنواهي والأخبار يترتّب عليه أحكام، مثل: {إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء} ## أمثلة متعددة للخلل في المركزيات وماذا أحدث؟ الخلل في المركزيّات له صور متعددة: 1. يكون أحيانًا بجعل الشيء غير المركزي مركزيًا: > [!note] مثال: > مركزة التقدم المادّي في الإسلام، فمثلًا: أُنكرت المعجزات، تأثرًا بالمنطق المادّي 1. وأحيانًا يكون مركزيًا فعلًا، لكن المضامين التي تعبّر عنه ليست مركزيّة > [!note] مثال: > جعل إثبات وجود الله تعالى أمرًا مركزيًّا، والأصل أنّه شيء مُسَلّم به، والمركزيات في القرآن تدور حول أمور أخرى كعظمة الله تعالى وعظمة خلقه. و مثال آخر: التّزكية، الحكم على تزكية الشخص من شكله الخارجي وزهده في اللباس مثلًا. ## الإشكالات التي تنتج عن الخلل في المركزيّات ### صور عدم ضبط المركزيّات 1. مركزة الفرعيّات أو القضايا الخاطئة 2. تهميش المركزيّات الصّحيحة 3. الخلل في ضبط المركزيّات الداخلية للأمر المركزيّ 4. السّير بلا مركزيّات ### ماذا ينتتج عن هذا؟ 1. الغلوّ: قد يكون بالدّين، أو بالحياة عامّة. 2. الوقوع في التّفسير الخاطئ للدين وإعادة قراءة نظر الدّين بناء على القضية المركزيّة الذي يؤمن بها الإنسان. مثال: بعض من يعتقد ولاية أهل البيت يزعمون بتحريف القرآن وحذف سورة اسمها "سورة الولاية"! 3. انقلاب الأولويات. 4. الخلل في العبادة والإصلاح: ليس بالضرورة أن يكون بفعل ما هو محرم، لكن التعبد بطريق يتعب الإنسان مع كونه غير مركزيّ. 5. الوهم واللّبس: فيظنّ الإنسان أنه على شيء! كالخوارج الذين يكثرون العبادة ولكن قال فيهم رسول الله ﷺ‎ {يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرميّة} 6. الاستغراق المؤدي لإدخال تفاصيل غير صحيحة في القضايا 7. الخطأ في تقييم الأشخاص والقضايا وقراءة الواقع. <div style="page-break-after: always;"></div> ## كيف نعرف المواضيع المركزية ### من ناحية الشرع 1. ما تكررّ في الشرع وأُعيد معناه والحثّ عليه: فهذا يدل على أهمية ومركزية هذا الأمر. 2. أن يأتي النص على أولويته وخيريته في مقابل غيره. 3. أن تكثر الآثار الحسنة التي علقها الشرع على تلك القضيّة. #### ولمعرفة المركزيّات الداخليّة 1. أن يتم تعريف الاسم العام المركزي ببعض فروعه. مثال: (المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده) في هذا الحديث تم تعريف المسلم بصفة معينة، وهذا يعطي هذه الصفة مركزية. 2. أن يُنفى الاسم العامّ عمّن يقوم بهذا العمل. مثال: (لا يؤمن من لا يؤمن جاره بوائقه) لا يعني أنه لا يؤمن مطلقًا، لكنه أخلّ بمركزّية من مركزيات الإيمان. ### من ناحية مشكلات الواقع 1. مقدار هذه المشكلة في شريعة الإسلام. 2. النّظر في طبيعة تأثيرها على الإنسان المسلم. 3. هل المشكلة من شأنها توليد مشكلات أخرى؟ 4. مقدار الانتشار والتأثير، وطبيعة من يتأثر بهذا. 5. قضية المناخ العام. ### الآثار الحسنة المترتبة على مركزة المركزيّات 1. سبب من أشباب التقارب بين المسلمين ووحدة الصّف. 2. أن ضبط المركزيات يُعين على ضمّ الأصول والفرعيّات. 3. حسن التعبّد والتقرّب إلى الله ﷻ. 4. حسن الفهم للدّين. 5. حسن التقييم المنبثق عن المركزيات. 6. ضبط الولاء والبراء على ما يُجدي ويُغني. 7. التّجديد في الدين. 8. سدّ الثّغور. 9. وضوح الرّسالة. <div style="page-break-after: always;"></div> ## تصحيح المركزيات في الواقع هناك مجموعة من الأمور التي يجب تصحيحها لإحياء المركزيات بالشكل المطلوب في الشرع: 1. فكرة مركزة المركزيات: التأكيد على أن في الدّين أولويات وإعادة مركزتها. 2. الوعي وتصحيح المفاهيم في المركزيات الداخلية في الموضوعات الكبرى في الإسلام: كإصلاح المركزيات الفرعية في موضوع التوكّل على الله تعالى. 3. إحياء مقاصد العبادات والأحكام في الإسلام: كتصحيح مقاصد الأسماء والصفات. 4. مركزيات الاقتداء: كمعرفة الأمور المركزية التي يجب الاقتداء بالنبي ﷺ‎ بها‎ (مثال: طريقة البرهان والخطاب الدعوي)، الاقتداء بالعلماء بمعايير اختيار المشاريع الإصلاحية. 5. مركزية العبودية لله تعالى: لأنها حقيقة الدين، ولأن مقدار المعارضات في الواقع لأصل العبادات كبيرة. 6. مركزية العمل: فنحن في واقع يحتاج لأعلى درجات العمل، ولكن في الواقع يوجد ابتعاد كبير عن العمل. 7. مركزية التزكية. 8. مركزية تثبيت الأصول.