# زخرف القول
## مقدمة
انتشرت في زمن التواصل الاجتماعي مقولات كثيرة تتأزر بإزار الحكمة، ولكنّها في جوهرها باطلة مُصادمة لقطعيات الشريعة. ولهذه المقولات عدة خصائص:
1. الشيوع والانتشار.
2. الوجازة: تكون عبارات مختصرة مركزّة ومكثّفة.
3. التأثير القوي: تأتي هذه المقولات في مقام الاستدلال والبرهنة وتحديد المواقف.
4. الوضوح.
5. الإجمال والالتباس: فلا تخدم باطلاً محضًا، وإنما يُمرّر الباطل من خلالها بهدوء.
وتأثير هذه المقولات يشمل:
1. العبث بمصادر التلقي ومناهج الاستدلال.
2. رفض أو إنكار بعض الأصول والأحكام الشرعية.
3. قبول مفاهيم معاصرة مصادمة لقطعيات شرعية (والاستدلال عليها بأدلة من الشريعة).
4. التهوين من الالتزام بأحكام الشريعة وإضعاف الثقة بها: وهذا يورث انحراف المفاهيم وانتزاع الشعور بالخطأ لدى من يقع فيها.
ومن أخطر الحالات حين يكون الباعث على هذه المقولات هو خليط من الشهوة والشُّبهة؛ لأنّ النقاش العلمي حينها لا يُجدي نفعًا، إلّا بعد تحقيق "صدمة إيمانيّة" لحلّ مشكلة الشهوة أولاً. قال تعالى: ﴿<span style="font-family: 'KFGQPC HAFS Uthmanic Script'">قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ ءَامَنُواْ هُدٗى وَشِفَآءٞۚ وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِيٓ ءَاذَانِهِمْ وَقْرٞ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًىۚ أُوْلَـٰٓئِكَ يُنَادَوْنَ مِن مَّكَانِۭ بَعِيدٖ[[فصلت-44|]]</span>﴾. ومن الأدلّة أيضًا: [[الإسراء-82]] و [[التوبة-124|التوبة (124]]-[[التوبة-125|125)]]. فهوى النفس يمنعها من الانتفاع بالحق، بل وقد تزيدها آيات القرآن ضلالاً بدلاً عن الهداية.
واعتماد هذه المقولات على حُجج مُيسَّرة يجعل دائرة تأثيرها تشمل شرائح مجتمعية واسعة، ولكن رَغم بساطتها إلّا أنها تُخلّف أثرًا عميقًا في المُتلقّي.
<div style="page-break-after: always;"></div>
ويجب استخدام بعض الأدوات النقديّة لكشف أوجه المُغالطات في هذه المقولات، ومنها:
1. فكّ إجمال المقولة: بعض المقولات تكون مُجملة؛ تحتوي على الحق والباطل. فيجب تفريعها لفصل الحق عن الباطل.
2. كسر سطوة الشهرة والانتشار: بعض المقولات تكتسب قوتها لدى النّاس من شهرتها، فجيب عدم الخضوع أمام هذا الانتشار، فالشهرة ليست من معايير بيان الحقّ.
3. إزالة البهرجة اللفظية: الصياغة اللفظية في بعض المقولات تولّد أثرًا يدفع لتقبّلها (وإنّ من البيان لسحرًا)، فيجب تجريد المقولة عن شكلياتها والتعامل مع مضمونها.
4. الوعي بالمقدمات الفاسدة: بعض العبارات تعتمد على مقدمات غير صحيحة وتبني عليها آثارًا ونتائج؛ فيجب تحليل المقدمات قبل التعمق في محاولة تفكيك ما بُنيَ عليها.
5. التحرر من سِجن المقولة: بعض الصياغات تستدعي من صاحبها الوقوع في فخّ الاختيار بين عدّة اختيارات (كالقَبول أو الرفض)، بينما قد تكون الخيارات كُلّها خاطئة والحقّ في خيار آخر لم يُطرح بينها.
6. ملاحظة السِّياق الذي توضع فيه: بعض المقولات تكون حقَّا ببعض المواضع وباطلاً في مواضع أُخرى؛ فيجب التنبّه للسياقات والتفطّن للأخطاء التي تتكون من تراكب المقولة معها.
7. إدراك اللوازم والمآلات: الكثير من المقولات لا تتضح مُشكلاتها إلّا بفهم ما يترتب عليها، فقد لا تبدو المقولة باطلاً بذاتها ولكنها تفتح بابًا موصلاً للباطل.
8. استحضار طبيعة المرجعية الحاكمة: بعض المقولات تكون كالقوالب التي لا تُمثّل المُشكلة بذاتها وإنّما بما تحمله. فأخذ مقولة صحيحة بذاتها ومُحاكمتها بطُرُق خاطئة يجعل المعنى باطلاً.
9. العناية بالأصول المركزية للأفكار: بعض الأفكار المركزيّة تنشأ عنها مقولات بصياغات عديدة، فإدراك أصلها يُمَكِّن مِن معرفتها ولو تغيرت الصياغات.
10. تفكيك الفكرة وردّها إلى أصولها الأولى: بعض المقولات لا يظهر وجه فسادها إلّا بتفكيكها إلى وحدات، وردّ تلك الوحدات إلى أصولها؛ فيظهر فسادها بظهور فساد الأصول.
11. كشف المضمرات الفاسدة: في بعض المقولات أمور خفيّة تستدعي نظرًا وتدقيقًا عميقًا. وعند إدراكها تتجلّى أوجه الخلل والإشكال فيها.
وسيأتي في أبواب هذا الكتاب بيان العديد من المقولات الفاسدة في اتجاه الانحراف الفكري، ثم يأتي الكشف عن ما تحمله من مُشكلات، وتُحلّل مضامينها، ويُفرَز ما فيها من حقّ وباطل؛ لتتبين للقارئ المعاني الصحيحة ومواطن الإشكال والفساد.
<div style="page-break-after: always;"></div>
## الفهرس
1. [[في القرآن كفاية]]
2. [[تقديم القرآن على السّنة]]
3. [[ليست السنة كلها تشريعًا]]
4. [[كيف نقبل الحديث وقد تأخر التدوين]]
5. [[ليس هناك دليل قطعي]]
6. [[المسألة فيها خلاف]]
7. [[لا يقبله العقل]]
8. [[هذا مخالف للعلم]]
9. [[تقديم المصلحة على النص]]
10. [[التمسك بروح الشريعة]]
11. [[التعلق بالقشور]]
12. [[الانشغال عما هو أهم]]
13. [[الدنيا تغيرت]]
14. [[أكثر الناس يفعلونه]]
15. [[بالمساواة يتحقق العدل]]
16. [[لا كهنوت في الإسلام]]
17. [[يحفظون ولا يفهمون]]
18. [[الحرية مقدمة على تطبيق الشريعة]]
19. [[الإسلام يدعو إلى الحرية]]
20. [[الإلزام بأحكام الإسلام يُورِث النفاق]]
21. [[لا أحد يمتلك الحقيقة المطلقة]]
22. [[حيثما كان العدل فثمَّ شرع الله]]
23. [[الدين طاهر والسياسة قذرة]]
24. [[النص مقدس والفهم غير مقدس]]
25. [[الشريعة على فهم مَنْ]]
26. [[الشريعة لم تأتِ بنظام سياسي محدد]]
27. [[العلمانية هي الحل]]
28. [[الفكر لا يواجَه إلا بالفكر]]
29. [[هم يسمحون لنا فلنسمح لهم]]
30. [[التديُّن الطبيعي]]
31. [[الدين متعايش]]
32. [[الإسلام الوسطي المعتدل]]
33. [[الدين ليس هشًا حتى يُخاف عليه]]
34. [[بلا وصاية]]
35. [[لستَ مسؤولاً عن الخلق]]
36. [[لا تكن إقصائيًّا]]
37. [[التوجس من كل جديد]]
38. [[رحمة الله ليست في يد أحد من خلقه]]
39. [[ما هو البديل؟]]
40. [[الإيمان في القلوب]]
41. [[الغلو نبتة سلفية]]
> [!note] ملاحظة
> التلخيص غير مكتمل