# 📜 فوائد محاضرة مركزيات القرآن الكريم
## مركزيات القرآن مذكورة في الوحي
جاء الوحي في مواضع عديدة موضحًا وُجود تفضيل ومركزية وأَسس لبعض الأمور في الإسلام؛ كحديث بُني الإسلام على خمس، وكتحديد فضائل وأهمية لسور وآيات محددة، وكقول الرسول ﷺ عن الفاتحة أنها أمّ الكتاب.
كما قال ﷺ عن الفاتحة أنها السبع المثاني: فيُفهم من التثنية هو أن هناك معاني يجب تثنيتها أي تكرارها. فنجد معانٍ كثيرة تتكرر في القرآن في مواضع عديدة لبيان أهميتها.
ومن رحمة الله بالإنسان أن المعاني الأساسية جاءت مكررة في عدة مواضع ومصرّفة تصريفات عديدة؛ لكي تصل رسالتها للإنسان ولو لم يقرأ كامل القرآن، ولكي يفهمه الإنسان مهما كان حاله (من قوّة أو ضعف أو غيرها).
وبِوعينا للكُلّيات التي يدور حولها الخطاب القرآني؛ فإننا نحمي أنفسنا من أن نفهم الآيات فهماً متصادمًا مع هذه الكُليّات.
## خطورة وضع مركزيات بديلة للقرآن
لا يُشترط بالضرورة تحديد مركزيات القرآن بشكل دقيق وتصنيفها، ولا يجب على كُل قارئ ومتدبر للقرآن أن يعرفها. لكن الخطير هو أن يفترض الإنسان مركزيات خاطئة للقرآن، ويحاول فهم القرآن على أساسها.
البشر لديهم حاجة للانتماء ويحتاجون للمركزية، ويفقدون المعنى من حياتهم دون مركزيات؛ فمن الخطير جدًا وضع مركزيّات خاطئة لهم لتدور حولها حياتهم.
> [!note] تعريف المركز
> هو شيء في المنتصف والباقي يدور حوله، و**يرجع إليه**
### أنواع الأخطاء في المركزيات
1. تضخيم أفكار ليست مركزية في الشريعة وإظهارها على أنها مركزية.
2. الإتيان بأمور ليست من الشريعة واعتبارها مركزية فيها.
3. إعادة ترتيب أولويات الشريعة.
## الطريق إلى معرفة مركزيات القرآن
### 1. بناء الكُليّات من خلال مُعايشة الجزئيات
يَحسن بطالب العلم أن يَترُك نفسه مع القرآن، وألّا يتعجّل الوصول لهذه المركزيات. لأنّ **الكليّات التي نصل إليها من خلال فهم الجزئيات تكون كليّات مُحكمة**.
فعلى الباحث عن المقاصد والمركزيات أن يبحث في القرآن نفسه؛ ليعيش شعور كُل آية في قلبه وفكره، فيتغيّر الإنسان وهمومه وآماله وطموحاته وتوجّهاته بحسب مراد الله من الآية. وأمّا من يبحث عن هذه المقاصد في الكتب؛ فإنه يفقِد الشعور الشخصي الذي تولده قراءة الآية، وقد يُضيع الرسالة الحقيقية التي تحملها كُل آية.
فعلينا المداومة على معايشة هذه المعاني القرآنية لتُصقل المقاصد والمركزيات في فكرنا وشخصيّتنا وليُعاد ضبطنا على أساسها.
### 2. استقراء كُلّي بعد معايشة الجزئيات
بعد أن يُعايش الإنسان آيات القرآن كُلّها وتُضبط أفكاره وفهمه على أساسها فإنه يبدأ ببحث شامل عن مركزيّات القرآن.
ومن يُحاول استنباط مركزيات القرآن دون مُعايشة الجزئيات فإنه يأتي إلى القرآن بفكره وشخصيته وهمومه الحاليّة دون تقويم؛ مما قد يؤدي به للوصول لنتائج خاطئة عن مركزيات القرآن.
### 3. الاستعانة بالنّصوص المُساعِدة على ذلك
مثلاً عند معرفة أن الفاتحة هي أمّ الكتاب؛ نتدبّر هذه السورة بشكل خاص لأن فيها مُعظم مركزيات الوحي. وهكذا فإنّ الوحي يبين لنا أنّ بعض المواضع مِنه هي من المركزيّات التي ينبغي التدبّر فيها (وهذا من رحمة الله).
فينبغي الرّجوع للآيات والسور التي وردت لها أفضال خاصة والتي كان النبي ﷺ يقرؤها في أحوال معينة بشكل دائم.
### 4. تطبيق منهج القرآن كما طبقه النبي ﷺ وأصحابه والتّابعين
نزل هذا القرآن الكريم على خير البشر، فطبّق منهجه هو وأصحابه بأفضل صورة ممكنه. فعند النظر إلى حياتهم؛ نستطيع فهم التطبيق العملي الصحيح لهذا المنهج.
## من مركزيات القرآن المذكورة في المحاضرة
- التعرف على الله عزّ وجل.
- الآخرة والجنة والنار.
- الانتماء لهذا الدين والدفاع عنه.
- أهميّة القرآن الكريم.
- عداوة الشيطان.
- العدل.
- الأسرة.