# النص في اللغة العربية النص في اللغة العربية يتكون من جمل مترابطة ذات معنى. تترابط ترابطًا لفظيًا عن طريق حروف العطف وأدوات الشرط والأسماء الموصولة وغيرها، أو أنها مترابطة بالمعنى. تقسم الجمل إلى: * **جملة اسمية**: لها عمدتان: المبتدأ والخبر * **مجردة**: يأتي فيها المبتدأ والخبر * **منسوخة**: تأتي فيها أداة نسخ ثم المبتدأ والخبر * **جملة فعلية**: لها عمدتان: الفعل والفاعل زيادة على المبتدأ والخبر والفعل والفاعل يمكن إضافة زيادات لبيان معلومات إضافية في الجملة كالمكان والزمان وغيرها وتسمى هذه الزيادات بـ الفضلة ولكن الجملة تعتبر صحيحة في حال حذف هذه الزيادات **والأصل في ترتيب الجملة العربية**: أن تأتي عمدة الجملة ثم فضْلَتُها. مثلاً في الجملة الإسمية: مبتدأ + خبر + ... (فضلة) > [!info] فائدة > الهدف من علمي النحو والصرف هو **الوصول إلى مستوى الصحة في التركيب بناءً على أصل ذلك التركيب** > [!info] فائدة > علم البلاغة يبدأ عندما يتم تغيير ترتيب مكونات الجملة عن الأصول الكلامية بشكل يسلط الضوء على أجزاء معينة من الجملة لإظهار أهميتها أو لتحميل معاني معينة في هذه الجملة. > والعربي لا يخالف ترتيب الجملة عن أصولها النحوية والصرفية إلا ليحقق هدفًا ما بهذه المخالفة، وعلم البلاغة هو دراسة وفهم الأسباب التي دفعت المتحدث لتغيير ترتيب الجملة. ### أمثلة * محمد قائم في المسجد: هذه الجملة مرتبة ترتيبًا طبيعيًا ولهذا لا تحمل هذه الجملة أوجه بلاغية * محمد **في المسجد** قائم: هذه الجملة صحيحة لغويًا لكنها تخالف أصول ترتيب الجملة، وهنا يبدأ بالبلاغي بطرح سؤال: لماذا قدم الجار والمجرور. * محمد قائم في **مسجد**: هذه الجملة تخالف أحد الأصول النحوية وهو أن الأسماء بالوضع الطبيعي تأتي معرفة. هنا يسأل البلاغي: لماذا نكّر القائل كلمة مسجد في هذه الجملة * إنّ مع العسر **يسرًا**: هنا السؤال البلاغي: لماذا عرف العسر في الآية ونكّر اليسر > [!info] فائدة > ما أذهل العرب في القرآن الكريم أن القرآن الكريم في كل موضع يخرج فيه عن هذه الأصول التركيبية في الجملة يكون لهدف يخدم المعنى وفهم العرب لهذا المعنى وعدم تمكنهم من مجاراة القرآن الكريم بهذه الدقة أظهر لهم إعجاز القرآن. فالعربي يستطيع استخدام البلاغة في بعض كلامه ولكن ليس في كل كلامه وبهذه الدقة المعجزة وهذه الطريقة في تبيين المعاني في الجملة هي ما يسمى بعلم المعاني وهو يعتبر روح البلاغة وفهم هذه المعاني يدخل في تدبر القرآن الكريم. > [!info] فائدة > السؤال المفصلي في البلاغة هو قول: "ما الحكمة من ...." عند دراسة وتدبر النص لفهم خفاياه # تقسيم علم المعاني * معاني اللغة: * كالسؤال عن الحكمة من استخدام لفظة معينة في موضع ولفظة أخرى في موضع آخر (مثل استخدام كلمة صوم وصيام) وهنا يفيدنا فهم معاني اللغة الذي نتعلمه في [[فقه اللغة]] لفهم الفروق بين المعاني المختلفة التي تشير إليها كل صيغة من الكلمة * معاني الصرف: * السؤال عن الحكمة من تصريف كلمة معينة بطريقة معينة في النص (مثل استخدام كلمة استعاذ وليس استعوَذ، فلماذا اختير هذا التصريف وترك غيره في كل المواضع في القرآن ولكن عند الحديث عن الشيطان قال استحوَذ مع أن الأصل صرفيًا أن يقول استحاذ - مثال آخر: اصبروا وصابروا: كلاهما تصريفان للصبر لكن ما الحكمة من اختيار كل واحد منهما) * السؤال عن استخدام التذكير في موضع يغلب عليه التأنيث والعكس (كقوله: إن رحمة الله قريب - بدلاً عن قريبة) * السؤال عن الحكمة من استخدام الإفراد والتثنية والجمع في بعض المواضع (كقوله: فقد صغت قلوبكما - لكن لكل منهما قلب واحد فكيف يجمعها) * السؤال عن استخدام جمع المذكر السالم في مواضع وجمع التكسير في مواضع أخرى. * معاني النحو: * السؤال عن الحكمة من التعريف والتنكير * التقديم والتأخير * استخدام الإنشائية والخبرية * الحذف والذكر (مثل: وما تلك بيمينك يا موسى، قال هي عصاي أتوكأ عليها وأهش بها على غنمي ولي فيها مآرب أخرى - هنا نسأل لماذا هذا التطويل في الكلام: قيل: هذا من ذكاء موسى لأنه قد جاءته فرصة للحديث مع الله سبحانه وتعالى فهو يطول في الكلام ليمدّ في أمد هذه الفرصة) * أمور إعرابية (مثل: في كل القرآن يقول "عاهد عليهِ" إلا في موضع واحد يقول عاهد عليهُ - بالضم) > [!warning] هام > يجب الحذر من القطع بالحكم التي نستنبطها من الأسرار البلاغية الموجودة في الآيات لأن ما نفهمه أو يتبين لنا من أسرار بعض النواحي البلاغية قد يكون خاطئًا فيجب التعامل معه على أنه غير قطعي! # عجز العرب عن الإتيان بمثل القرآن الكريم حاول العلماء عبر التاريخ البحث عن سبب عجز العرب عن مجاراة القرآن أو الاستجابة لتحديه لهم بالإتيان بمثله. * قال بعض المعتزلة أن السبب هو صرف الله لهم عن محاولة تقليده وهذا قول غير صحيح وغير مقبول، فمعنى هذا الكلام أن الله تحداهم ومنعهم أن يحاولو ولو لم يمنعهم وتركهم ليحاولوا لتمكنوا من الإتيان بمثل هذا القرآن؛ وهذا لا يصح. * العلماء وصلوا لنتيجة ويبدوا أنها الصحيحة وهي أن الأمر المعجز في القرآن الذي منع العرب من تقليده هو <mark style="background: #FFF3A3A6;">النظم</mark>. هذا وصل إليه [[الجاحظ]] وبعد 250 سنة أكمل نظرية النظم [[عبد القاهر الجرجاني]] وبينهما تقع جهود العديد من العلماء الذين ساهموا في البحث في هذا الموضوع. ### السر في النظم القرآني لشرح هذا نبدأ بتوضيح الفرق بين الشاعر وغيره أو الشعراء بين بعضهم بهذا المثال: فإن أتينا بمجموعة كلمات مفردة وقلنا لكل شخص أن ينظم منها قصيدة أو نصًا فسنجد أن الإبداع بين الأشخاص سيختلف حسب قدراتهم وحسب أذواقهم. بينما نجد أن القرآن الكريم قد قاله الله عز وجل بلغة العرب ولكن نظمه بطريقة محكمة ومتوافقة في كل القرآن؛ بحيث أنه لا يقدم، ولا يؤخر، ولا يعرف، ولا ينكر، ولا يحذف ولا يذكر، ولا يستخدم كلمة بدل كلمة، ولا حرف بدل حرف = إلا وله من وراء ذلك مقصد محدد ويحقق دلالة وهذا أمر معجز وغاية في الإتقان وهو ما أعجز البشر. > [!warning] هام > منهج علماء أهل السنة والجماعة أنهم لا يبدؤون بالقرآن الكريم عندما يتحدثون عن الأسرار والمعاني وإنما يبدؤون بكلام العرب وشعرائهم؛ لأنهم إذا أثبتوا أن هذا الكلام الشعري معجب فكيف بكلام الله الأبلغ والأعجب، فيجعلون الشعر مطية ليصلوا لبلاغات القرآن الكريم