📜 محاضرة مدخل إلى علم اللغة العربية

# 📜 محاضرة مدخل إلى علم اللغة العربية ## مقدمة سيتم تناول العناصر التالية في هذه المحاضرة -بإذن الله-: 1. أهميّة اللغة العربية ومكانتها. 2. أنواع علوم اللغة العربية. 3. نبذة تاريخية لللغة العربية. 4. أبرز أعلام اللغة العربية. 5. من أهمّ الكتب المؤلّفة في اللغة العربية. 6. نماذج من جمال اللغة وبهائها وعيون أشعارها وبيانها. 7. كيف نتحدّث العربية. 8. اللغة والمنطق والتفكير. 9. خارطة إجمالية لعلم النّحو: الآجرومية أنموذجًا. 10. خطّة مقترحة لدراسة اللغة العربية. ## 1. أهميّة اللغة العربية ومكانتها **موقف بعض الصّحابة من الاهتمام باللغة العربية:** - أخرج الإمام [[أبو شيبة]] في مصنّفه، و[[الدارمي]] في مسنده، عن [[عمر بن الخطاب]] I أنّه قال: (تعلّموا اللحن والفرائض والسُّنن كما تَعلَّمون القرآن). المقصود باللحن في هذه المقولة: اللغة العربية. وتجدر الإشارة إلى أنّ من خصائص اللغة العربية أنّ الكلمة الواحدة يُمكن أن تحمل عدّة معانٍ، وقد تستخدم لأداء المعنى وضدّه. فكلمة اللحن تأتي بمعنى اللغة العربية، وتأتي بمعنى الخطأ في الإعراب. قال [[ابن منظور]] في [[لسان العرب]]: (اللحن ستّة معانٍ: فاللحن الذي هو الخطأ في الإعراب يقال منه لَحَن بكلامه (بفتح الحاء)، واللحن الذي هو اللغة كقول عمر: تعلّموا اللحن والفرائض والسُّنن، ...) - وأخرج الإمام [[البخاري]] في [[الأدب المفرد]] عن [[أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف]] أنّه قال: لم يكن أصحاب رسول الله ﷺ‎ مُتَحَزِّقين ولا مُتمَاوِتين، وكانوا يُنشدون الأشعار في مجالسهم، ويذكُرون أمر جاهليّتهم، فإذا أُريد أَحَد مِنهم على شيء من أمر دينه دارت حماليق عينيه كأنّه مجنون. > [!info] شرح الحديث > مُتَحَزِّقين: التّحزّق أي التجمّع، وشدّة التَّقبُّض. > يقول أبو سلمة في الحديث أنّ الصحابة M لم يكونوا متكلّفين ولا ضيقين في أحوالهم، ويظهر هذا في تناشدهم الأشعار وذكرهم أمر جاهليتهم، ولكن إن قام أحدٌ بالتّعدّي على أمر يتعلّق في دين أحدهم يصبح كالمجنون من الغضب والحميّة والانتصار لدينه. - أخرج [[الطبري]] في [[تهذيب الآثار]] عن [[ابن عباس]] أنّه قال: (الشِّعر ديوان العرب، هو أوّل عِلم العرب). وكان من المعروف عن [[ابن عباس]] أنّه كان يحفظ شِعر العرب، وكان يستخدم الشِّعر لتفسير القرآن الكريم. - عن [[أبيّ]] I قال: (إنّ من الشِّعر لحكمة). - عن [[الشريد بن سويد]] I قال: (رَدِفْتُ رَسولَ اللهِ ﷺ‎ يَوْمًا، فَقالَ: **هلْ معكَ مِن شِعْرِ أُمَيَّةَ بنِ أَبِي الصَّلْتِ شَيءٌ؟** قُلتُ: نَعَمْ، قالَ: **هِيهْ**، فأنْشَدْتُهُ بَيْتًا، فَقالَ: **هِيهْ**، ثُمَّ أَنْشَدْتُهُ بَيْتًا، فَقالَ: **هِيهْ**، حتَّى أَنْشَدْتُهُ مِائَةَ بَيْتٍ). > [!note] ملاحظة > يمكن الرجوع لكتاب [[عناية الصحابة باللغة العربية]] للاستزادة. **كلام بعض العلماء في أهميّة اللغة:** - يقول [[الشافعي]] في كتاب الرسالة: (فعلى كل مسلم أن يتعلم من لسان العرب ما بلغه جهله، حتى يشهد به ألّا إله إلا الله وأنّ محمد عبده ورسوله، ويتلو به كتاب الله، وينطق بالذكر فيما افترض الله عليه من التكبير، وأمر به من التسبيح والتشهد وغير ذلك. وما ازداد من العلم باللسان الذي جعله الله عز وجل لسان من ختم به نبوّته، وأنزل به آخر كتبه، كان خيرًا له. - في كتاب [[اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أصحاب الجحيم]] ل[[ابن تيمية]] حديث عن "هوية المسلم وتميّزها عن غير المسلمين". وفيه كلام كثير عن اللغة العربية وبيان لأوجه أهميّتها. - ذكر في الكتاب وجوب تعلّم اللغة العربية للمسلم، ولكن هناك تفرقة فيما يلزم لكُلّ مسلم وما يلزم للعالم. - ذكر أيضًا كراهية استبدال اللغة العربية على مدى واسع حتى تصبح هي المستخدمة في البلاد والمجالس وبين الناس. - ويقول فيه أن اعتياد اللغة (العربية) يؤثر في العقل والخُلق والدّين تأثيرًا قويًا، ويؤثر بمشابهة المتقدمين من الصحابة والتابعين، ومشابهتهم تزيد في العقل والدين والخُلق. - يقول [[عبد القاهر الجرجاني|الجرجاني]]: (إذا كنا نعلم أن الجهة التي منها قامت الحُجّة بالقرآن وظَهَرت وبانَت وبَهَرت، هي أن كان على حدّ من الفصاحة تقصر عنه قوى البشر، ومنتهيًا إلى غاية لا يُطمح إليها بالفِكَر، وكان محالاً أن يُعرف كونه كذلك إلّا مَن عَرَف الشِّعر الذي هو ديوان العرب وعنوان الأدب؛ كان الصّاد عن ذلك صادًّا على أن تُعرف حجّة الله). ## 2. أنواع علوم اللغة العربية يتصوّر الكثيرون اليوم أنّ اللغة العربية هي النّحو والصّرف، فكلّما جاء حديث في أهميّة اللغة ينصرف التفكير للنحو والصرف. ومن أراد أن يزيد في تعلّم اللغة عن النحو والصرف يتعلم معها بعض البلاغة تعلّمًا نظريًا وينتهي الأمر عند ذلك، وهذا إشكال كبير. فانحصار تصوّر اللغة العربية في أنّها مجموعة قواعد وقوانين جامدة مملّة يُنفّر الطلاب من تعلّمها، ويفقدهم محبّتها. والحقيقة أنّ اللغة العربية بحر كبير، ومن يوسّع اطّلاعه في اللغة سيكتشف أنّه قد ظلم نفسه وظلم اللغة بتقصيره في تعلّمها. ف[[📒 مدخل إلى علم اللغة العربية]] متعددة وكبيرة كعلم [[فقه اللغة]]، و[[علم الأصوات]]، و[[علم النحو]] و[[علم الصرف]] وغيرها. وعندما يتحدّث المتحدّثون عن اللغة العربية وأهميّتها فهُم يقصدون مجموع هذه العلوم ولا يتخزلونها في جزء صغير من اللغة. فتوسيع المعجم اللغوي والمادّة الأدبية وفهم فقه اللغة هي من أهمّ ما يُدعى المُتعلّم لتحصيله. ### فقه اللغة مما يدخل في علم فقه اللغة: تاريخ اللغة، وخصائصها، ومعاجمها. > [!note] ملاحظة > كتاب [[فقه اللغة]] للدكتور [[محمد بن ابراهيم الحمد]] فيه مدخل عصريّ وسهل لعلم [[فقه اللغة]]، وينصح الأستاذ باقتنائه. ### علم البلاغة هذا العلم من العلوم التي لم يعد يُستشعر جمالها وبريقها بسبب انتشار المتون النظرية، والحقيقة أن البلاغة لا يتمّ الوصول إليها عن طريق المتون، وإنّما تكون المتون وسيلة مساعدة لتحصيل بعض البلاغة. وأمّا تحصيل البلاغة يكون بامتلاك رصيدٍ لغويٍّ كبير من كلام العرب وأشعارهم (حفظ) مما يعين على التوليد منه والقياس عليه، ثمّ يتم تفعيل هذا الرصيد اللغوي بالقراءة للبلغاء والأدباء المتمكّنين. **نصائح:** - القراءة للشيخ [[علي الطنطاوي]]، ثم [[مصطفى الرافعي]] من المعاصرين للمتبدئ. - القراءة ل[[الجاحظ|لجاحظ]] من المتقدمين، ففي كلامه تطبيق عمليّ لللغة وقواعدها. - الحرص على تكرار كتب معينة لبليغ معين تفيد أكثر من الازدياد من قراءة كتب متعددة لبلغاء متعددين. ### علم العروض علم العروض هو علم صناعة الشعر. > [!note] ملاحظة > - كتاب [[النصيب المفروض من علم العروض]] يعين على تعلم أسس كتابة الشعر بشكل ميسّر ومبسّط. > - كتاب [[رسائل العلامة ابن فارس]] هو كتاب مهم لزيادة الرصيد اللغوي. > - كتاب [[رصف المباني في شرح حروف المعاني]] يشرح المعاني المتعلّقة بحروف المعنى باللغة العربية. > - كتاب [[أسرار العربية]] للأنباري يعرض النحو كاملاً من جهة المعنى (كبيان سبب تسمية جمع التكسير بهذا الاسم، أو سبب اختيار الألف والتاء لجمع المؤنث، وهكذا...). عند التعرض الطويل وتعلم معاني الحروف والكلمات العربية بعمق كبير يجد الطالب فرقًا عند قراءة النصوص العربية وعند قراءة القرآن، فيجد الجُمل مشعّة وغنية بالمعاني. ### علم الأصوات - كتاب [[ما تلحن فيه العامة]] ل [[الكسائي]]. - كتاب [[إصلاح المنطق]] ل [[السكير]]. - كتاب [[الفصيح]] ل [[ثعلب]]. - كتاب [[لحن العوام]] ل [[الزبيدي]]. - كتاب [[إصلاح غلط المحدثين]] ل [[الخطابي]]. ## 3. أبرز أعلام اللغة العربية - [[سيبويه]]: - كتاب [[أعلام البصرة: سيبويه]] من أفضل ما كتب عن سيبويه. - سيبويه عاش عمرًا قصيرًا ولكنّه ألف أحد أعظم كتب اللغة على الإطلاق مع أنّه فارسيّ الأصل. وقدّم في هذا الكتاب النحو كاملاً ولكن بطريقة حيّة، فعرض النحو بمعانيه وليس بمبادئه فقط. - [[الجاحظ]] - [[الكسائي]] - [[الشافعي]] ## 4. نماذج من جمال اللغة وبهائها وعيون أشعارها وبيانها. > [!note] ملاحظة > التلخيص غير مكتمل...