# الصحابة وآل البيت في بداية عصر الصّحابة لم تكن هذه المسألة مطروحة، ولكن بعد الخلافات والمشاكل التي وقعت؛ صار العُلماء ينصّون على عقيدة أهل السُّنة والجماعة في باب الصّحابة وآل البيت. ^e2760b ## النّصوص الشرعية في الحديث عن الصحابة من فوائد ذِكر النصوص الشرعية في هذا الباب: معرفة حدود ومقاصد هذا المعتقد في الشريعة، وأن تستخدم كأدلّة لمن يزعم أنه يُعظّم القرآن. ### أ. النصوص القرآنية في مدح الصّحابة هناك نصوص كثيرة في القرآن يمدح الله فيها أصحاب الرسول ﷺ‎، فنرى الكارِهين الشاتِمين للصحابة رضوان الله عليهم ينبذون هذه الآيات وراء ظهورهم ويأتون بمرويات موضوعة عن النبيّ ﷺ‎، فيقدّمونها على الآيات القرآنية وعلى المرويات الصحيحة. ^e696bc وهنا لمحة بسيطة عن بعض أهمّ الآيات في فضل الصّحابة مع ذِكر وجوه دلالة كلّ مِنها: #### 1. قال تعالى: (<span style="font-family: 'KFGQPC HAFS Uthmanic Script'">مُّحَمَّدٞ رَّسُولُ اللَّهِۚ وَالَّذِينَ مَعَهُۥٓ أَشِدَّآءُ عَلَى الۡكُفَّارِ رُحَمَآءُ بَيۡنَهُمۡۖ تَرَىٰهُمۡ رُكَّعٗا سُجَّدٗا يَبۡتَغُونَ فَضۡلٗا مِّنَ اللَّهِ وَرِضۡوَٰنٗاۖ سِيمَاهُمۡ فِي وُجُوهِهِم مِّنۡ أَثَرِ السُّجُودِۚ ذَٰلِكَ مَثَلُهُمۡ فِي التَّوۡرَىٰةِۚ وَمَثَلُهُمۡ فِي الۡإِنجِيلِ كَزَرۡعٍ أَخۡرَجَ شَطۡـَٔهُۥ فَـَٔازَرَهُۥ فَاسۡتَغۡلَظَ فَاسۡتَوَىٰ عَلَىٰ سُوقِهِۦ يُعۡجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الۡكُفَّارَۗ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّـٰلِحَٰتِ مِنۡهُم مَّغۡفِرَةٗ وَأَجۡرًا عَظِيمَۢا [[الفتح-29|۝]]</span>) هذه مِن أهمّ الآيات في ذكر فضل الصحابة لعدة أسباب، وهي: - أنّها جاءت مُتأخرة في حياة الرسول ﷺ‎: فكانت كتصوير لمسيرتهم مع الرسول ﷺ. - أنّ فيها ما ينفي ما يدّعيه [[الشيعة]] بأن أغلب الصّحابة كانو مُنافِقين. - أنّها مدحت الصّحابة مدحًا مفصّلاً. - ذُكر فيها أنّ صفات الصحابة لم تأتي فقط في القُرآن بل إنّ صفاتهم قد وَرَدت أيضاً في التّوراة والإنجيل. - وصفُهُم بأنّهم يُغيظون الكُفار. #### 2. قال تعالى: (<span style="font-family: 'KFGQPC HAFS Uthmanic Script'">وَالسَّـٰبِقُونَ الۡأَوَّلُونَ مِنَ الۡمُهَٰجِرِينَ وَالۡأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحۡسَٰنٖ رَّضِيَ اللَّهُ عَنۡهُمۡ وَرَضُواْ عَنۡهُ وَأَعَدَّ لَهُمۡ جَنَّـٰتٖ تَجۡرِي تَحۡتَهَا الۡأَنۡهَٰرُ خَٰلِدِينَ فِيهَآ أَبَدٗاۚ ذَٰلِكَ الۡفَوۡزُ الۡعَظِيمُ [[التوبة-100|۝]]</span>) أهمية هذه الآية هي في - أنّها امتدحت أصحاب الرسول ﷺ‎ في سورة التّوبة التي كشفت المُنافقين: فهذا يُشير إلى برائتهم من النّفاق. - أنّها كانت مِن آخر ما نَزل مِن القرآن. - إثباتُها لرِضى الله عنهم. > [!info] فائدة > - قد يقول قائل أن الآية السّابِقة امتدحت السابِقين مِن الصحابة فقط ولا تشملُهم كُلّهم. > - الردّ: أنّ فيها ()(<span style="font-family: 'KFGQPC HAFS Uthmanic Script'">وَٱلَّذِينَ ٱتَّبَعُوهُم بِإِحۡسَٰنٖ</span>). كما أنّ هُناك نصوصًا أخرى كثيرة في امتداح عُموم الصّحابة غير هذا. ويُضاف على الرّد الآية التالية أيضاً. #### 3. وقال ﷻ‎: (<span style="font-family: 'KFGQPC HAFS Uthmanic Script'">وَمَا لَكُمۡ أَلَّا تُنفِقُواْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلِلَّهِ مِيرَٰثُ السَّمَٰوَٰتِ وَالۡأَرۡضِۚ لَا يَسۡتَوِي مِنكُم مَّنۡ أَنفَقَ مِن قَبۡلِ الۡفَتۡحِ وَقَٰتَلَۚ أُوْلَـٰٓئِكَ أَعۡظَمُ دَرَجَةٗ مِّنَ الَّذِينَ أَنفَقُواْ مِنۢ بَعۡدُ وَقَٰتَلُواْۚ وَكُلّٗا وَعَدَ اللَّهُ الۡحُسۡنَىٰۚ وَاللَّهُ بِمَا تَعۡمَلُونَ خَبِيرٞ [[الحديد-10|۝]]</span>) نصّت الآية على أن الذين آمنوا قبل وبعد الفتح يَعِدُهم الله الحُسنى. #### 4. وقال: (<span style="font-family: 'KFGQPC HAFS Uthmanic Script'">وَإِن يُرِيدُوٓاْ أَن يَخۡدَعُوكَ فَإِنَّ حَسۡبَكَ اللَّهُۚ هُوَ الَّذِيٓ أَيَّدَكَ بِنَصۡرِهِۦ وَبِالۡمُؤۡمِنِينَ [[الأنفال-62|۝]]</span>) جاءت هذه الآية في سياق غزوة بدر، ونصّت على إيمان من كان مع النبي. #### 5. وقال: <span style="font-family: 'KFGQPC HAFS Uthmanic Script'">لِلۡفُقَرَآءِ الۡمُهَٰجِرِينَ الَّذِينَ أُخۡرِجُواْ مِن دِيَٰرِهِمۡ وَأَمۡوَٰلِهِمۡ يَبۡتَغُونَ فَضۡلٗا مِّنَ اللَّهِ وَرِضۡوَٰنٗا وَيَنصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُۥٓۚ أُوْلَـٰٓئِكَ هُمُ الصَّـٰدِقُونَ [[الحشر-8|۝]] وَالَّذِينَ تَبَوَّءُو الدَّارَ وَالۡإِيمَٰنَ مِن قَبۡلِهِمۡ يُحِبُّونَ مَنۡ هَاجَرَ إِلَيۡهِمۡ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمۡ حَاجَةٗ مِّمَّآ أُوتُواْ وَيُؤۡثِرُونَ عَلَىٰٓ أَنفُسِهِمۡ وَلَوۡ كَانَ بِهِمۡ خَصَاصَةٞۚ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفۡسِهِۦ فَأُوْلَـٰٓئِكَ هُمُ الۡمُفۡلِحُونَ [[الحشر-9|۝]] وَالَّذِينَ جَآءُو مِنۢ بَعۡدِهِمۡ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغۡفِرۡ لَنَا وَلِإِخۡوَٰنِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالۡإِيمَٰنِ وَلَا تَجۡعَلۡ فِي قُلُوبِنَا غِلّٗا لِّلَّذِينَ ءَامَنُواْ رَبَّنَآ إِنَّكَ رَءُوفٞ رَّحِيمٌ [[الحشر-10|۝]]</span>) في الآيات السّابِقة من سورة الحشر مديح لِلمهاجرين والأنصار والذين مِن بعدهم. ووَصف الآيات لِما في قلوبهم ينفي عنهم النّفاق والخِداع. ### ب. أقوال الرسول ﷺ‎ في مكانة الصّحابة يُمكن تقسيم الأحاديث في هذا الباب إلى قسمين: 1. أحاديث عامّة في عموم الصّحابة. 2. أحاديث خاصة بأشخاص بأعيانِهم: وأكثر الأدلة تقع في هذا الباب. > [!info] فائدة > الرد على المعادين للصحابة في شبهة أن مروياتنا من اختراعنا: > - أن هذه المرويّات تأتي أساسًا في الدرجة الثانية من الاستدلال، ودليلُنا الأول هو الآيات القرآنية. > - مروياتُنا توافق القرآن، بينما رواياتُهُم تُعارضه. > - مروياتُنا تمتدح أهل البيت أيضًا وليست مُخترعة للردّ عليهم. > - تحقيق وتوثيق مروياتنا يقوم على علم عظيم وهو علم الحديث، بينما مروياتهم لا تُحقق شيئًا من شروط هذا العلم (ولإثبات صحّة هذا العلم توجد سلسلة [[مصادر التلقي]] للشيخ [[أحمد السيد]]). #### 1. الأحاديث العامة في عموم الصّحابة - قوله ﷺ‎: (خير القرون قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم). بالمقارنة فالشيعة يرون شرّ القرون هو قرن النبي ﷺ‎. وهذا يتّسق تمامًا مع قوله تعالى: (<span style="font-family: 'KFGQPC HAFS Uthmanic Script'">كُنتُمۡ خَيۡرَ أُمَّةٍ أُخۡرِجَتۡ لِلنَّاسِ [[آل عمران-110|۝]]</span>) - وقوله: (لا تسبُّوا أصحابي، فإن أحدكم لو أنفق مثل أُحُدٍ ذهبًا؛ ما بلغ مُدّ أحدهم ولا نصيفه). - وقوله في حجّة الوداع: (ليبلّغ الشاهِد منكم الغائب). وهذا النص في هذا الجَمع الكبير إِعلان من النبي ﷺ‎ أنّ هؤلاء أُمناء على نقل ما سَمِعوا (وكأنّه يُجيزُهم، بل ويأمرهم، بنقل كلامه). - قال ﷺ‎: (النُّجوم أمَنة للسّماء، فإذا ذهبت النُّجوم أتى السّماء ما توعد، وأنا أمَنة لأصحابي، فإذا ذهبت أتى أصحابي ما يوعدون، وأصحابي أمَنة لأمّتي، فإذا ذهب أصحابي أتى أمّتي ما توعد). - وقوله ﷺ‎: (لا يدخل النّار أحَد بايع تحت الشّجرة). وهذا يوافق تماماً مجموع ما ذُكر في سورة الفتح عن المؤمنين، وخاصة الآية: (<span style="font-family: 'KFGQPC HAFS Uthmanic Script'">لَّقَدۡ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الۡمُؤۡمِنِينَ إِذۡ يُبَايِعُونَكَ تَحۡتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمۡ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيۡهِمۡ وَأَثَٰبَهُمۡ فَتۡحٗا قَرِيبٗا[[الفتح-18|۝]]</span>). وبين الصّحابة المُبايعين تحت الشجرة [[أبو بكر]] و[[عمر]] و[[عثمان]]، وفيهم سائر الصحابة الذين نعلمهم. #### 2. أحاديث الخاصة بأشخاص بعينهم مِن فضائل [[أبو بكر]]: - شهادة النبي ﷺ‎ له بالجنّة. - وقوله ﷺ‎: (إنَّ مِن أمَنِّ النَّاسِ عَلَيَّ في صُحْبَتِهِ ومالِهِ أبا بَكْرٍ، ولو كُنْتُ مُتَّخِذًا خَلِيلًا مِن أُمَّتي لاتَّخَذْتُ أبا بَكْرٍ...)؟ من فضائل [[عمر بن الخطاب]]: - رؤية النبي ﷺ‎ لقصرِه بالجنّة. - رؤية النبي ﷺ‎ في المنام أنه يشرب لَبنًا ثم أعطى بقيته لِعُمر، فقالو بمَ أوّلت ذلك يا رسول الله، قال: العِلم. - وأنه من المبشرين بالجنة. وكُتب فيها كتب وأبواب في فضائل كُلّ من الصحابة رضوان الله عليهم، ومن أوجه الاعتقاد الصحيح الإيمان بهذه النّصوص كما هي. ## أهل البيت عند أهل السّنة من الملاحظ أن أهل السّنة ينشرحون ولا يجدون في قُلوبِهم غضاضة في أن يرووا وينقلوا ويُشيعوا، بل ويُبرزوا، الأحاديث في فضل أهل البيت. وينصّ أهل السّنة في كتب العقيدة على أنه من عقيدتهم "أنهم يحبّون أهل البيت، ويحبّون أصحاب رسول الله"، وينصّ البعض: "ويمسكون عمّا شجر بينهم". > [!tip] هام > أحيانّا، وبسبب غُلو الشيعة بأهل البيت وتنفيذهم للمظالم باسمهم تنشأ فرق شاذة من الجهة المُضادة لهم تنفي عن أهل البيت خصوصيتهم وأهميتهم ومكانتهم. وهذه العقيدة فاسدة كفسدان عقيدة من يغلوا بِهم. فلا يصحّ بِناء الدّين على ردود الأفعال وإنما نبني ديننا على ما جاءنا في الوحي. ### الأدلّة الشرعية على مكانة أهل البيت - قال تعالى: (<span style="font-family: 'KFGQPC HAFS Uthmanic Script'">إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذۡهِبَ عَنكُمُ الرِّجۡسَ أَهۡلَ الۡبَيۡتِ وَيُطَهِّرَكُمۡ تَطۡهِيرٗا [[الأحزاب-33|۝]]</span>) - أعظم حديث في فضائل أهل البيت. فعند عودة الرسول ﷺ‎ من الحجّ مر على منطقة خُمّ، فأوصى النبي أصحابه، فقال: (إني تارك فيكم ثِقلين، أولهُما كِتاب الله، هو حبل الله، من أخذه كان على هُدى ومن تركه كان على ضلال، فخذوا بكتاب الله واستمسكوا بِه. وأهل بيتي، أُذكّركم الله في أهل بيتي، أُذكّركم الله في أهل بيتي، أُذكّركم الله في أهل بيتي). - كذلك توجد أدلّة خاصة بأفراد أهل البيت كالأحاديث الخاصة بأفضال [[علي بن أبي طالب]] و[[الحسن]] و[[الحسين]]، وغيرهم. ### أمثلة على اهتمام أئمة السّنة بأهل البيت - في [[المسند|مسند الإمام أحمد]] يبدأ ترتيب الصحابة بحسب الأهم في نظره: فبدأ بالعشرة المُبشّرين بالجنّة، وبعدهم مُباشرة يبدأ بمُسند أهل البيت <span style="font-family: 'KFGQPC Arabic Symbols 01'; ">M</span>، ثمّ مُسند بني هاشم (فقدّم قرابة رسول الله ﷺ‎). - في [[صحيح البخاري]] أبواب في مناقِب الصحابة من آل البيت، ومن هذه المناقب مرويات عن [[أبو بكر]]، و[[عمر]]، و[[عائشة]]. ## الاختلاف الذي وقع بين الصّحابة يرى أهل السّنة أنه لا أحد من الصّحابة معصوم عن الخطأ (برغم كونهم خير رجال هذه الأمّة)، وبعض من أخطؤوا قد نزل القرآن في عفو الله عنهم: (<span style="font-family: 'KFGQPC HAFS Uthmanic Script'">إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوۡاْ مِنكُمۡ يَوۡمَ الۡتَقَى الۡجَمۡعَانِ إِنَّمَا اسۡتَزَلَّهُمُ الشَّيۡطَٰنُ بِبَعۡضِ مَا كَسَبُواْۖ وَلَقَدۡ عَفَا اللَّهُ عَنۡهُمۡۗ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٞ[[آل عمران-155|۝]]</span>). وبعضهم يُعفى عنهم بِفعلهم ما تغفر به السّيئات. وحتى إن اقتتل المؤمنون فإن الله وصف الفئتين بالمؤمنين، بقوله تعالى: (<span style="font-family: 'KFGQPC HAFS Uthmanic Script'">وَإِن طَآئِفَتَانِ مِنَ **الۡمُؤۡمِنِينَ** اقۡتَتَلُواْ فَأَصۡلِحُواْ بَيۡنَهُمَاۖ فَإِنۢ بَغَتۡ إِحۡدَىٰهُمَا عَلَى الۡأُخۡرَىٰ فَقَٰتِلُواْ الَّتِي تَبۡغِي حَتَّىٰ تَفِيٓءَ إِلَىٰٓ أَمۡرِ اللَّهِۚ[[الحجرات-9|۝]]</span>). وكذلك في حديث رسول الله ﷺ‎ عن وقوع الفتنة بين الصحابة، فقال عن [[الحسن بن علي]]: (إنّ ابني هذا سيّد، وسيصلح الله به بين فئتين عظيمتين من **المسلمين**)، وقال ﷺ‎: (تمرق مارِقة مِن الدّين على حين فُرقةٍ من **المؤمنين**، تقتلهم أدنى الطّائفتين إلى الحقّ). والفئة المارقة هي الخوارج، والفئتين هما من كان مع [[علي بن أبي طالب]] و[[معاوية بن أبي سفيان]] <span style="font-family: 'KFGQPC Arabic Symbols 01'; ">L</span>.