# السُّنة
## تعريف السُّنة
- لغة: الطريقة، سواء كانت محمودةً أو مذمومة.
- عند الأصوليين: هي أقوال وأفعال وتقريرات النبي ﷺ.
## الموقف من السُّنة
يجب على المسلم اتباع السُّنة فهي ثاني مصادر التّشريع. والسُّنة تبيّن القرآن، وقد تقيّد ما جاء فيه مُطلقًا، وقد تنسخ بعض ما جاء فيه، وقد تستقلّ بأحكام لم ترد في القرآن (كتحريم الجمع بين المرأة وعمّتها).
## حالات أفعال النبي ﷺ
تكلّم الأصوليون عن أفعل النبي ﷺ وبيّنوا الحالات التي يكون فيها فعل النبي ﷺ حُجّة، والحالات التي يحمل فيها فِعله على الوجوب أو الاستحباب أو الإباحة.
ولا يخرج فعل النبي ﷺ عن الحالات الخمس التالية المذكورة في العقيدة:
1. أن يكون الفِعل مما اختُصّ به النبي ﷺ: وهُنا لا مجال للاقتداء به فيه. وهذه الأفعال لها أربعة حالات:
1. ما كان واجبًا على النبي ﷺ دون أمّته (كصلاة الوتر، والأضحية).
2. ما كان محرّمًا على النبي ﷺ دون أمّته (كقبول الزّكاة).
3. ما كان مباحًا للنبي ﷺ دون أمّته (كجمع النبي ﷺ لأكثر من أربعة نسوة، والزواج بغير وليّ).
4. ما كان من باب الفضائل والإكرام (ككونه صاحب الشّفاعة وصاحب المقام المحمود).
2. أن يكون الفِعل من باب الجِبِلَّة والعادة والطبيعة، فهذا يجوز الاقتداء به.
> [!note] مثال:
> النوم والأكل والمشي.
1. أن يكون الفِعل بيانًا لأمر مُجمل، وهذا يكون حكمه بحكم الأمر المُبيَّن.
> [!note] مثال:
> بيان النبي ﷺ لكيفية إقامة الصلاة وقد ورد الأمر بِها مُجملًا بقوله تعالى ﴿<span style="font-family: 'KFGQPC HAFS Uthmanic Script'">وَأَقِيمُواْ الصَّلَوٰةَ ...[[البقرة-43|]]</span>﴾.
1. أن يكون الفِعل عبادةً لكنّه لم يأمر به ، والأصل في هذا النّوع من الأفعال الاستحباب.
> [!note] مثال:
> تقديم النبي ﷺ اليمين على الشِّمال في لبس النِّعال.
1. أن يكون الفِعل من باب الإقرار، كأن يسمع النبي ﷺ قولاً في حضرته وعدم إنكاره، وفي هذه الحالة يكون الحكم الجواز.
> [!note] مثال:
> - **الإقرار على القول**: كما في قول ابن عمر <span style="font-family: 'KFGQPC Arabic Symbols 01'; ">L</span>: كُنّا نقول أن أفضل هذه الأمّة بعد نبيها أبو بكرٍ ثمّ عُمر ثمّ عثمان ويبلغ ذلك النبي ﷺ ولم يُنكِره.
> - **الإقرار على الفِعل**: إقرار النبي ﷺ الحَبشيين وهم يلعبون بحرابهم في المسجد وعدم إنكار ذلك عليهم.
> [!tip] هام
> يقول الشّافعيّة: **إذا لم نتمكّن من تغليب كون النبي ﷺ قد فعل الفِعل تعبُّدًا أم عادةً نُغلِّب جانب التعبُّد**.
> كجلوس النبي ﷺ للاستراحة من صلاته، ودخول النبي ﷺ مكّة من طريقٍ وخروجه من طريق أخرى.
## أنواع الخبر عن النبي ﷺ
ينقسم الخبر عن النبي ﷺ باعتبار وصوله إلينا إلى:
### 1. متواتر
هو ما رواه جماعة يستحيل تواطؤهُم على الكذب في كُلّ طبقة من طبقات السَّنَد إلى مُنتهاه، وأسندوه إلى مَحسوس.
والحديث المتواتر يُفيد العِلم (أي اليقين).
### 2. آحاد
هو الخبر الذي لم يصل لرتبة التّواتر.
وينقسم خبر الآحاد إلى قسمين:
1. **ما يُعدُّ مردودًا**: وهو ما لم تتوفر فيه شروط القبول.
2. **ما يُعدُّ مقبولاً**: إذا توفّرت فيه [[مواد/مواد شرعية/علوم الحديث والسنة/الفكر المنهجي عند المحدثين/أقسام علم الحديث/الجرح والتعديل#الصّفات التي يجب توافرها في الرّاوي ليحقق العدالة|شروط قبول الحديث مِن الرّاوي]]، وهي:
1. أن يكون الرّاوي مُسلمًا عِند [[الأداء]].
2. أن يكون الرّاوي مُكلَّفًا وعاقِلاً عِند [[الأداء]].
3. أن يكون الرّاوي ضابِطًا (سواءٌ أكان ضبط حِفظٍ في الصَّدر، أو ضبط كِتابة): يُعتبر حديث مَن كان تامَّ الضَّبطِ في رُتبة الصَّحيح، ومَن كان ناقِص الضَّبط في رُتبة الحَسَن.
4. أن يكون الرّاوي عَدلاً: و[[العدالة]] مَلَكةٌ تحمِل صاحِبها على اجتناب الكبائر، و على اجتناب الإصرار على الصَّغائر، وعلى اجتناب خوارِم المروءة.
> [!tip] هام
> يَختَصِر الأصوليون التفصيل في شروط الحديث فيُسمُّون كُلّ ما اتّصل إسناده **مُسندًا** وكُلّ ما كان في إسناده انقطاع **مُرسلاً**. بينما يُفصِّل أهل الحديث فيُسمّون الحديث **مُعلّقًا** إن كان في إسناده انقطاع من أوّله (من جهة المؤدّي)، وإن سقط مِن وسط إسناده راوٍ واحد فيُسمّونه **مُنقطع**، وإن سقط راويان على التّوالي فيسمّونه **مُعضَل**، وإذا أضاف التّابعيّ الحديث إلى النبي ﷺ فهو **مُرسَل**.
>
> **ولا يحتجّ الشّافعي بالحديث المُرسَل إلّا إن اعتضد إمّا بحديث آخر ضعيف، أو بمُرسَل آخر مِن طريقٍ أُخرى، أو بقول صحابيّ، أو بكون جماهير العُلماء قالوا بهذا الرَّأي.** بينما احتجّ بقيّة الأئمّة الأربعة بالأحاديث المُرسلة.
>
> وذُكِر أنّ الشّافعي كان يأخذ بمُرسَلاتِ [[سعيد بن المسيب]] فقط، وبعد تحقق العُلماء خَلَصُوا لأنّ مَراسيل ابن المسيب مُسندة؛ لأنّه كان مُتزوّجًا بابنة [[أبو هريرة|أبي هريرة]] <span style="font-family: 'KFGQPC Arabic Symbols 01'; ">I</span>، وكان أغلب ما أرسله كان مِن طريق [[أبو هريرة]] <span style="font-family: 'KFGQPC Arabic Symbols 01'; ">I</span>.