# النَّسخ ## <mark style="background: #ABF7F7A6;">تعريف النّسخ</mark> - **لغة**: هو النّقل أو الإزالة. - **عِند الأصوليين**: هو رفع حكم شرعيّ بدليل شرعي مُتراخٍ عنه. > [!note] شرح التّعريف: > - **رفع حكم شرعي**: لا بُدّ أن يكون المرفوع حكمًا شرعيًّا. > - **لا بُدّ أن يكون النّاسِخ أيضًا حُكمًا شرعيًّا**: فرفع الأحكام الشرعيّة بالموت أو الجُنون لا يُسمّى نسخًا. > - **التّراخي**: أي أن يكون الدليل الشرعيّ النّاسِخ مُتأخِرًا عن الحُكم الأصلي. ## <mark style="background: #ABF7F7A6;">شروط النَّسخ</mark> ### <mark style="background: #D2B3FFA6;">أ. أن يكون مصدر النّاسِخ أقوى أو مُساويًا لمصدر لمنسوخ</mark> وقسّم العلماء الحالات المُمكِنة في هذه الحالة إلى أربع حالات: #### <mark style="background: #BBFABBA6;">1. نسخُ القرآن بالقُرآن</mark> ولنسخ القرآن بالقرآن عدّة حالات: 1. نسخ التّلاوة فقط دون الحُكم. > [!note] مثال: > نسخ تلاوة آية رجم الزّانيين المُحصنين مع بقاء حُكمِها. 1. نسخ الحُكم فقط دون التِّلاوة. > [!note] مثال: > نسخ الحُكم في آية ﴿<span style="font-family: 'KFGQPC HAFS Uthmanic Script'">وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَٰجٗا وَصِيَّةٗ لِّأَزْوَٰجِهِم مَّتَٰعًا إِلَى الْحَوْلِ غَيْرَ إِخْرَاجٖۚ[[البقرة-240|۝]]</span>﴾ واستبداله بالحكم في قوله تعالى: ﴿<span style="font-family: 'KFGQPC HAFS Uthmanic Script'">وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَٰجٗا يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٖ وَعَشْرٗاۖ ...[[البقرة-234|۝]]</span>﴾ مع عدم نسخ تلاوة الآيتين. 1. نسخ التِّلاوة والحُكم. > [!note] مثال: > ثبوت التّحريم بعشرة رضعات معلومات، ونُسِخ التّحريم تلاوةً وحُكمًا بالتّحريم بخمس رضعات في مذهب الشّافعيّة. #### <mark style="background: #BBFABBA6;">2. نسخ السُّنة بالقُرآن</mark> مثال: استقبال بيت المقدس في الصلاة نُسِخ بقوله تعالى ﴿<span style="font-family: 'KFGQPC HAFS Uthmanic Script'">قَدْ نَرَىٰ تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَآءِۖ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةٗ تَرْضَىٰهَاۚ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِۚ ...[[البقرة-144|۝]]</span>﴾. #### <mark style="background: #BBFABBA6;">3. نسخ السُّنة بالسُّنة</mark> مثال: قول النبي ﷺ‎ (كنتُ نَهَيتُكُم عَن زيارةِ القُبورِ ؛ فَزوروها) وله حالتان مقبولتان وحالة مُختلف فيها: 1. نسخ المتواتر بالمتواتر. 2. نسخ الآحاد بالمتواتر. 3. <mark style="background: #CACFD9A6;">وهُناك خلاف في نَسخ المُتواتر بالآحاد.</mark> #### <mark style="background: #CACFD9A6;">4. نسخ القرآن بالسُّنة</mark> وهذا فيه خلاف بين الأصوليين لأنّ السُّنة دون الكِتاب؛ فلم يُجز البعض أن تنسخه، وأجاز البعض ذلك وقالوا أنّه لم يَقع، وأجاز البعض ذلك واستدلّوا على وقوعه بآية ﴿<span style="font-family: 'KFGQPC HAFS Uthmanic Script'">كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِن تَرَكَ خَيْرًا الْوَصِيَّةُ لِلْوَٰلِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ بِالْمَعْرُوفِۖ ...[[البقرة-180|۝]]</span>﴾ التي تدلّ على وجوب الوصية للوالدين والأقارب وأنّ النبي ﷺ قد نسخ هذا الحُكم بقوله‎ (لا وصيَّةَ لوارثٍ). ### <mark style="background: #D2B3FFA6;">ب. تعذّر الجمع</mark> فلا يُعتبر النّسخ إن أمكن الجمع بين النّصين المتضادّين في ظاهرهما. > [!tip] هام > هذا الشّرط لا نأخذ به إن ورد نصٌّ ثابت بالنّسخ أو إجماعٌ عليه. ### <mark style="background: #D2B3FFA6;">جـ. كون المنسوخ إنشاءً</mark> أي أن يكون أمرًا أو نهيًا أو نحوهما، لأنّ الخبر لا يُمكن أن يُنسخ لأنّ الخبر قد أخبر بشيء قد وقع بالماضي ونسخه يكون تكذيبًا له. ### <mark style="background: #D2B3FFA6;">د. كون النّاسخ متأخّرًا عن المنسوخ</mark> ولمعرفة ذلك أربع طرائق: 1. **الإجماع**: إن جاء الإجماع على أنّ النصّ قد نسخ النصّ الآخر وهذا يتضمّن أنّه جاء بعده. > [!note] مثال: > إجماع العلماء على أنّ الصّائم إذا أصبَحَ جُنُبًا فإنّ صومه صحيح، فهذا ينسخ حديث من أَصْبَحَ جُنُبًا فلا صَومَ له. 1. **تصريح الشّارِع**. > [!note] مثال: > قول النبي ﷺ‎ (كنتُ نَهَيتُكُم عَن زيارةِ القُبورِ ؛ فَزوروها) فهذا فيه تصريح على أنّ الحُكم الثاني بجواز زيارة القبور تلى الحُكم الأوّل. 1. **فعل النبي ﷺ**‎. > [!note] مثال: > أن النبي ﷺ‎ أمر في بداية الأمر أن يُرجَم الزّاني المُحصَن بعد الجَلد، ثمّ قَصَر النبي ﷺ‎ على الرَّجم فقط. 1. **قول الرّاوي**. > [!note] مثال: > قول جابر بن عبد الله <span style="font-family: 'KFGQPC Arabic Symbols 01'; ">L</span>: كان آخِرَ الأمرَيْنِ مِن رسولِ اللهِ ﷺ‎ تَرْكُ الوُضوءِ ممَّا مسَّتِ النَّارُ. ## <mark style="background: #ABF7F7A6;">أنواع النّسخ</mark> 1. **أن يكون النّسخ إلى غير بدل**. مثال: نسخ وجوب الصَّدقة قبل مناجاة النبي ﷺ‎ المذكور في سورة المجادلة دون استبدال هذه الصَّدَقة بشيء. 2. **أن يكون النّسخ إلى بدل**، وله ثلاث حالات: 1. **أن يكون البدل أشدّ**. مثال: نسخ التخيير بين الصوم والإطعام إلى وجوب الصَّوم في رمضان بقوله تعالى ﴿<span style="font-family: 'KFGQPC HAFS Uthmanic Script'">... فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُۖ ...[[البقرة-185|۝]]</span>﴾. 2. **أن يكون البدل مساويًا**. مثال: نسخ استقبال بيت المقدس في الصلاة إلى استقبال الكعبة. 3. **أن يكون البدل أخفّ**. مثال: نسخ عِدّة المتوفّى عنها زوجها مِن حَولٍ إلى أربعة أشهر وعشرًا.