# الأمر الشّريعة الإسلامية تتكون من أوامر ونواهي، والأوامر إما تكون على وجه الإلزام فتكون واجبة أو دون إلزام فتكون مستحبّة، والنّواهي إمّا أن تكون على وجه الإلزام فتكون محرّمات أو دون إلزام فتكون مكروهات. ## تعريف الأمر هو استدعاء أو طلب فعلٍ بالقول، مثل قول: إجلس أو إقرأ. وطلب الفعل بالإشارة كالإشارة بالجلوس لا يعتبر أمرًا عِند الأصوليين. > [!tip] هام > الأمر بالشيء أمر به، وبما لا يتمّ ذلك الشيء إلا به. > - مثال: الأمر بالصلاة هو أمر بالوضوء وبتحصيل ماء الوضوء وهكذا.. ## ما يدلّ على وجود الأمر 1. **فِعل الأمر**: وقد يأتي لمفردٍ مُذكَّر أو لمفرد مؤنّث أو لمثنّى أو للجماعة. 2. **الفِعل المضارع المُقترن بلام الأمر**: كقوله تعالى ﴿<span style="font-family: 'KFGQPC HAFS Uthmanic Script'">... وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ جُيُوبِهِنَّۖ ...[[النور-31|۝]]</span>﴾ 3. **اسم فعل الأمر**: كقوله تعالى: ﴿<span style="font-family: 'KFGQPC HAFS Uthmanic Script'">يَـٰٓأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْۖ ...[[المائدة-105|۝]]</span>﴾ فقوله عليكم أنفسكم يعني الزموا أنفسكم وهذا اسم فعل الأمر. 4. **قول الصّحابي (أمر رسول الله ﷺ‎ بكذا) أو (أمرنا بكذا)**. 5. **المصدر النائب عن الفِعل**: كقوله تعالى ﴿<span style="font-family: 'KFGQPC HAFS Uthmanic Script'">فَإِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُواْ فَضَرْبَ الرِّقَابِ ...[[محمد-4|۝]]</span>﴾ ففي الآية (فضرب الرِّقاب) تعني إضربوا الرِّقاب، فجاءت بصيغة مصدر نائب عن الفِعل. ## دلالة الأمر ### 1. بنفسه الأصل أن يدلّ الأمر على الوجوب، ولكن قد تأتي قرينة تصرفه إلى الاستحباب أو الإباحة. ويدل الأمر على: طلب حصول الماهيّة ( أي حصول الشيء المأمور به). والأمر لا يُفيد الفوريّة أو التّراخي، ولا تكرار المأمور به أو عدم تكراره (ولكن يجب القيام بالمأمور به مرّة واحدة على الأقل لتحقيق حصول الماهيّة). ولكنّه يفيد هذه الأمور في حال ذكر ذلك. > [!note] أمثلة: > - الفورية: إذا فاتت الصلاة بدون عذر فيجب قضاؤها على الفور. > - التراخي: إذا فاتت الصلاة بعذر فلا يجب قضاؤها على الفور. > - التكرار المتعلّق بشرط: ﴿<span style="font-family: 'KFGQPC HAFS Uthmanic Script'">... فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُۖ ...[[البقرى 185|۝]]</span>﴾ عُلّق صيام الشهر بشرط شهوده، فكُلّما شهده المرء فعليه صيامه. > - التكرار المتعلقّ بصفة: ﴿<span style="font-family: 'KFGQPC HAFS Uthmanic Script'">وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوٓاْ أَيْدِيَهُمَا ...[[المائدة-38|۝]]</span>﴾ فكُلّما وقعت السّرقة وجب القطع. والأمر يقتضي الإجزاء: أي أنّ المكلّف إذا فعل المأمورَ به على الوجه المأمورِ به؛ فإنّ ذمّته تبرأ ويسقط عنه الطلب. والأمر بالشّيء يفيد النّهي عن ضدّه. > [!note] مثال: > الأمر بالسّكون يقتضي النّهي عن الحركة. ### 2. بغيره قد يخرج الأمر عن كونه أمرًا بالوجوب إلى غير ذلك، وذلك حسب الدّليل، فقد يصير أمر استحباب أو إرشاد (وهو ما تكون منفعته دنيوية) أو إباحة... > [!note] أمثلة: > - **الاستحباب**: قوله ﷺ‎ (يا أهلَ القُرآنِ، أَوتِروا؛ فإنَّ اللهَ وِترٌ يُحِبُّ الوِترَ). > - **الإرشاد**: قال تعالى: ﴿<span style="font-family: 'KFGQPC HAFS Uthmanic Script'">... وَأَشْهِدُوٓاْ إِذَا تَبَايَعْتُمْ ...[[البقرة-282|۝]]</span>﴾. > - **الإباحة**: قال تعالى: ﴿<span style="font-family: 'KFGQPC HAFS Uthmanic Script'">... وَإِذَا حَلَلْتُمْ فَاصْطَادُواْۚ ...[[المائدة-2|۝]]</span>﴾.