# المُخَصِّص
## تعريفه
هو ما يُخَصِّص اللفظ العام.
## أنواعه
### 1. المخصصات المنفصلة
هي:
1. الحِسّ.
> [!note] مثال:
> جاء لفظ (كُلّ) في قوله تعالى في وصف الرّيح التي أرسلت على قوم عاد: ﴿<span style="font-family: 'KFGQPC HAFS Uthmanic Script'">تُدَمِّرُ **كُلَّ** شَيْءِۭ بِأَمْرِ رَبِّهَا ...[[الأحقاف-25|]]</span>﴾ وهذا اللفظ يفيد العموم، ولكنّ هذا العموم خَصّه الحسّ، فالريح لم تدمّر السماوات ولا الجبال.
1. العقل.
> [!note] مثال:
> قال تعالى ﴿<span style="font-family: 'KFGQPC HAFS Uthmanic Script'">اللَّهُ خَٰلِقُ **كُلِّ** شَيْءٖۖ ...[[الزمر-62|]]</span>﴾، ولفظة (كُلّ) تفيد العموم ولكن العقل يخصّ هذا العموم، فالله تعالى لم يخلق ذاته سبحانه.
1. الإجماع
> [!note] مثال:
> قال ﷺ (الماءُ طَهُورٌ لا يُنجِّسُه شَيءٌ) فعموم هذا الحديث يقتضي عدم نجاسة الماء ولو تغيّر، ولكنّه يُخصُّ بإجماع الفقهاء على أنّ الماء إذا تغيّر بنجاسة فيُحكم بنجاسته.
1. النصّ الخاص: أي تخصيص النصّ العام بنصٍّ خاصّ، وله أربعة أنواع: تخصيص الكتاب بالكتاب، وتخصيص الكتاب بالسُنّة، وتخصيص السنّة بالكتاب، وتخصيص السنّة بالسنّة.
> [!note] أمثلة:
> 1. قال تعالى ﴿<span style="font-family: 'KFGQPC HAFS Uthmanic Script'">**وَالْمُطَلَّقَٰتُ** يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ ثَلَٰثَةَ قُرُوٓءٖۚ ...[[البقرة-228|]]</span>﴾ وفي هذا اللفظ عموم -لدخول (أل) على الجمع-، وهذا العموم خُصَّ بقوله تعالى ﴿<span style="font-family: 'KFGQPC HAFS Uthmanic Script'">...وَأُوْلَٰتُ الْأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَن يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّۚ...[[الطلاق-4|]]</span>﴾، وكذلك خُصّ بقوله تعالى ﴿<span style="font-family: 'KFGQPC HAFS Uthmanic Script'">يَـٰٓأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِذَا نَكَحْتُمُ الْمُؤْمِنَٰتِ ثُمَّ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِن قَبْلِ أَن تَمَسُّوهُنَّ فَمَا لَكُمْ عَلَيْهِنَّ مِنْ عِدَّةٖ تَعْتَدُّونَهَاۖ...[[الأحزاب-49|]]</span>﴾
> 2. قال تعالى: ﴿<span style="font-family: 'KFGQPC HAFS Uthmanic Script'">حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ ...[[المائدة-3|]]</span>﴾ فهُنا حُرّمت كُل الميتة، وهذا خُصص بقول النبي ﷺ: (أُحِلَّتْ لنا مَيتَتانِ ودَمانِ، فالمَيتَتانِ السمكُ والجَرادُ، والدمَانِ : الكَبِدُ والطِّحالُ).
> 3. قال ﷺ (فيما سقَتِ السَّماءُ العُشرُ) أي في كُلّ ما سقته السّماء زكاة، ولكنّ السُّنة خصت هذا العموم بقول النبي ﷺ (ليسَ فِيما دُونَ خَمْسَةِ أوْسُقٍ صَدَقَةٌ).
> 4. قال ﷺ (أُمِرْتُ أنْ أُقَاتِلَ **النَّاسَ** حتَّى يَشْهَدُوا أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، وأنَّ مُحَمَّدًا رَسولُ اللَّهِ ...)، ولفظ النّاس جاء عامًّا، ولكنّه خصص بقوله تعالى ﴿<span style="font-family: 'KFGQPC HAFS Uthmanic Script'">قَٰتِلُواْ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْأٓخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُۥ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَٰبَ حَتَّىٰ يُعْطُواْ الْجِزْيَةَ عَن يَدٖ وَهُمْ صَٰغِرُونَ[[التوبة-29|]]</span>﴾، فإن أعطى أهل الكتاب الجزية فإنّ دماءهم تُعصم.
1. المفهوم
> [!note] مثال:
> قال ﷺ (الماءُ طَهُورٌ لا يُنجِّسُه شَيءٌ) فعموم هذا الحديث يقتضي عدم نجاسة الماء ولو قلّ أو كَثُر. ولكنّ جاء حديث آخر بقوله ﷺ (إذا بلغَ الماءُ قلتينِ لمْ يحملِ الخَبَثَ) فمفهوم هذا الحديث أنّ الماء إن لم يبلغ القلتين قد يحمل الخبث، وهذا المفهوم يخُصُّ الحديث الأوّل.
1. القياس
> [!note] مثال:
> قال تعالى: ﴿<span style="font-family: 'KFGQPC HAFS Uthmanic Script'">...وَأَحَلَّ اللَّهُ **الْبَيْعَ**...[[البقرة-275|]]</span>﴾ لفظ البيع يدلّ بعمومه على جواز كُلّ أنواع البيع. ولكن حَرَّمت السُنّة النبوية بعض أنواع البيع كبيع البُرّ بالبُر نسيئة أو تفاضلاً وهذا تخصيص للكتاب بالسُّنة. ولكنّ بيع الرُّز بالرُّز نسيئة أو تفاضلاً يُقاس على بيع البُرّ بالبُر، وهذا يخصّ أيضًا ما جاء في الآية قياسًا على ما جاء في السُّنة.
### 2. المخصصات المتصلة
هي:
1. الاستثناء: مع تحقق شروط، وهي: أن يكون متصلاً، وأن يكون مقصودًا، وألّا يكون مستغرقًا، وأن ينطق به فيسمع من بِقُربه.
> [!note] مثال:
> قال تعالى: ﴿<span style="font-family: 'KFGQPC HAFS Uthmanic Script'">وَالْعَصْرِ[[العصر-1|]] إِنَّ الْإِنسَٰنَ لَفِي خُسْرٍ[[العصر-2|]]</span>﴾ ولفظ الإنسان فيه عموم، ولكن يُخصص بالاستثناء بقوله تعالى: ﴿<span style="font-family: 'KFGQPC HAFS Uthmanic Script'">إِلَّا الَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّـٰلِحَٰتِ وَتَوَاصَوْاْ بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْاْ بِالصَّبْرِ[[العصر-3|]]</span>﴾.
1. الشرط
> [!note] مثال:
> قال تعالى ﴿<span style="font-family: 'KFGQPC HAFS Uthmanic Script'">...وَإِن كُنَّ أُوْلَٰتِ حَمْلٖ فَأَنفِقُواْ عَلَيْهِنَّ حَتَّىٰ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّۚ...[[الطلاق-6|]]</span>﴾
1. الصفة
> [!note] مثال:
> قال تعالى ﴿<span style="font-family: 'KFGQPC HAFS Uthmanic Script'">وَمَن لَّمْ يَسْتَطِعْ مِنكُمْ طَوْلًا أَن يَنكِحَ الْمُحْصَنَٰتِ الْمُؤْمِنَٰتِ فَمِن مَّا مَلَكَتْ أَيْمَٰنُكُم مِّن فَتَيَٰتِكُمُ الْمُؤْمِنَٰتِۚ...[[النساء-25|]]</span>﴾ فيجوز للمسلم إن لم يجد محصنة مؤمنة أن ينكح أَمَةً، وخصصت الأَمَة بصفة كونها مؤمنة.
1. الغاية
> [!note] مثال:
> قال تعالى ﴿<span style="font-family: 'KFGQPC HAFS Uthmanic Script'">قَٰتِلُواْ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْأٓخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُۥ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَٰبَ **حَتَّىٰ يُعْطُواْ الْجِزْيَةَ عَن يَدٖ وَهُمْ صَٰغِرُونَ**[[التوبة-29|]]</span>﴾ فهُنا جاءت غاية أداء الجزية وهم صاغرون لتخصيص العموم.