# الرسالة للشافعي ## مقدمة عن مسيرة الشافعي وُلد الإمام [[الشافعي]] في غزّة، ثم انتقل يتيم الأب إلى مكّة، وكان يذهب للبادية في صباه فبرع بالرماية وأتقن اللغة والشعر، ثم طلب العلم حتّى أنه بدأ يفتي في الحرم في سنّ 17 سنة، ثم أخذ الفقه والحديث عن [[الإمام مالك]] في المدينة، وبعدها انتقل إلى بغداد فأخذ عن أصحاب [[أبو حنيفة|أبي حنيفة]]: [[محمد بن الحسن]] و [[أبو يوسف|أبي يوسف القاضي]]. فاجتمع بهذا عنده فقه المذاهب السائدة كُلّها. فكانت كتابته لكتاب الرسالة عند رسوخ العلم عنده في عمر 30 سنة. ## قصة تأليف كتاب الرسالة توجه الإمام المحدث [[عبد الرحمن بن مهدي]] برسالة إلى الإمام [[الشافعي]] في الوقت الذي ازدادت فيه الحاجة لتثبيت وتبيين علم أصول الفقه (كما تم بيانه في [[علم أصول الفقه في عهد الصحابة#مرحلة الانتشار وصعوباتها|مرحلة الانتشار وصعوباتها]])، فطلب منه أن يكتب له كتابًا يجمع فيه جملة من الأمور التي تعينه في النظر فيما يحتاج إليه الفقيه والعالم الناظر في الأدلّة: فأراد من كتابه أن يكون فيه معاني القرآن وأن يجمع فيه قبول الأخبار وحُجّة الإجماع وبيان الناسخ والمنسوخ. فاستجاب الإمام [[الشافعي]] لطلب الإمام [[عبد الرحمن بن مهدي]] وكتب له رسالة من صفحات فيها جمل من أصول العلم وأحاط فيها بالمواضيع التي طلبها منه. ثمّ بعد انتقاله لمصر استحسن [[الشافعي]] أن يكتب في هذا الباب؛ فعمل على مشروع تصنيف كتاب [[الرسالة]]. ## كتاب "الرسالة" هو أوّل كتاب في الأصول هناك من زعم وجود من سبق الشافعي في التصنيف في علم أصول الفقه، ولكن لا يتوفر دليل أو نقل أو إشارة لوجود هذه المؤلفات. فيحقّ أن نقول أنّ كتاب الرسالة هو الكتاب الأول في علم الأصول في تاريخ الإسلام. ## أسباب أهميّة كتاب الرسالة 1. أنّ كاتبه هو الإمام [[الشافعي]]: ففي الكتاب خلاصة علمه الدقيق المشتمل على مختلف المذاهب، والجامع لعلوم العديد من كبار العلماء في زمانه. كما أنّ إمامته وفصاحته وعلمه باللغة كان مشهودًا له، فكان [[الأصمعي]] يحضر مجالسه ليتعلم منه دقائق الأمور اللغوية، وكما ذكرنا سابقًا: فإن من أهم أركان علم الأصول الإلمام والدراية التامة بلسان العرب. 2. كونه هو أول مصنف في علم الأصول: فالصعوبة تكون في تأسيس العلم ووضع قواعده والإلمام به في البداية. 3. خلوّه من الأخطاء الجسيمة: ففي الوضع الطبيعي تكون بدايات التأليف في العلوم مشوبة بالأخطاء والنقائص، ثمّ تكتمل الأفكار وتصفو مع مرور الزمن وازدياد التأليف والبحث في العلم. ولكنّ هذا الكتاب استوت فيه مسائل العلم وخلا مما يشيبه أو يقلل من مكانته. 4. تقسيمه لأبواب مع إيراد ترجمة لكل باب. 5. احتواءه على أمثلة على المسائل وتحريرها بطريقة نقاشية تعين على التدرج في بناء المعلومة للفهم.