# اليقين لا يزول بالشَّك
## معناها
أنّ المرء إذا كان قد جزم بأمرٍ ما على يقين فلا يصحّ أن يترك ذلك الأمر لأمرٍ مشكوك فيه، بل يبقى على يقينه.
- **اليقين**: الأمر الجازم.
- **الشّك**: التّردد بين أمرين مُطلقًا (سواء أكان مع ترجيح أحد الطّرفين أو دون ذلك). وفي هذا السّياق يشمل الشّك الظنّ بخلاف الشّك عند الأصوليين الذي لا يشمل الظنّ.
## أدلّتها
- عندما سؤل النبي ﷺ عن المرء يكون في صلاته فيُشكل عليه ما في بطنه، فيشكّ هل خرج منه شيء أم لا، فقال ﷺ (لَا يَنْصَرِفْ حتَّى يَسْمع صَوْتًا أوْ يَجِدَ رِيحًا).
- قال ﷺ (إذا شَكَّ أحَدُكُمْ في صَلاتِهِ، فَلَمْ يَدْرِ كَمْ صَلَّى ثَلاثًا أمْ أرْبَعًا، فَلْيَطْرَحِ الشَّكَّ ولْيَبْنِ علَى ما اسْتَيْقَنَ). فهُنا يطرح الشّك (الأربعة) ويُبنى على اليقين (الثلاثة).
## العمل بالظنّ
بعض المسائل يُعمل فيها بالأصل ويُطرح الشّك (كما في مثال عدد ركعات الصّلاة). ولكن في بعض المسائل يُعمل بالظنّ ويُقدّم على الأصل.
> [!note] مثال على الأخذ بالشّك:
> إذا قال شخص (ثقة) أنّ في إناءٍ ماءً نجسًا: فهذا الخبر يفيد الظنّ، ومع أنّ الأصل طهارة الماء؛ لكنّنا في هذه الحالة نترك الأصل ونأخذ بالظنّ فنعتبر الماء نجسًا.
> [!note] مثال على الأخذ باليقين:
> إذا أرضعت إمرأة طفلاً أربع رضعات وشكّت في إرضاعه الخامسة (والرِّضاع الذي يثبت به المَحرميّة: خمس رضعات). ففي هذا المثال فإنّ اليقين هو أربع رضعات، والخامسة فيها شكّ. فبتقديم اليقين على الشّك لا تثبت المَحرميّة.
<div style="page-break-after: always;"></div>
## قواعد تندرج تحت هذه القاعدة
1. الأصل بقاء ما كان على ما كان.
> [!note] مثال:
> - إذا تيقّن الإنسان الطّهارة، وشكّ بالحَدَث، فالأصل بقاء الطّهارة ولا يُلتفت إلى الشّك.
1. الأصل براءة الذِّمَّة.
> [!note] مثال:
> اختلاف الدّائن والمَديْن في قدر الدَّين، فالأصل براءة ذمّة المَديْن من الزيادة الّتي يدّعيها الدّائن (ولكن إن وُجد دليل فالحُكم للدّليل).
1. الأصل في الأمور العارِضة العَدَم: أي أنّ الأصل في الأمور التي تَعرِض وتزول عدم وجودها.
> [!note] أمثلة:
> - لو شكّ الإنسان في صلاته الظّهر، فالأصل أنّه لم يُصلّي.
> - لو كان عليه دينٌ وشكّ في وفائه، فالأصل أنّه لم يوفِّه.
> - لو وصّى إنسان بوصيّة ومات، وادّعى أوصياؤه بأنّه كان مجنونًا عندما وصّى، فالأصل السّلامة من الجنون؛ فلا تقبل دعواهم دون الإتيان بدليل.
1. الأصل إضافة الحادث لأقرب أوقاته.
> [!note] مثال:
> لو قام الإنسان من نوم الليل وتوضّأ وصلّى الفجر، ثم عاد فنام، ثم قام وقت الضُّحى ورأى في ثيابه منيّ، فالأصل إضافة الحادث لأقرب زمن؛ وبالتالي فيُعتبر أنّ هذا وقع في النومة الأخيرة ولا يجب عليه قضاء الفجر.
1. الأصل في الأشياء الإباحة: لقوله تعالى ﴿<span style="font-family: 'KFGQPC HAFS Uthmanic Script'">هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُم مَّا فِي الْأَرْضِ جَمِيعٗا...[[البقرة-29|]]</span>﴾، فالأصل إباحة الأشياء إلّا ما قام الدّليل على تحريمه.
> [!note] مثال:
> استخدام الأجهزة الحديثة يدخل تحت هذا الأصل ويُعتبر مُباحًا.
1. الأصل في الأبضاع (أَيْ الفُروج) واللحوم ومالِ المَعصوم ونفسه التّحريم.
> [!note] أمثلة:
> - الأبضاع: لا يحلّ لرجل أن يطأ إمرأة إلّا عند وجود ما يُحلّها له (كالزواج).
> - اللحوم: لا يحلّ لحم الصّيد إلّا لما تحقّق فيه شروط حِلّ الصَّيد.
> - مال المعصوم: لا يجوز أكل أموال النّاس كأخذ الحاكم مالَ مجنون.
> - نفس المعصوم: لا يجوز قتل امرءٍ معصومٍ إلّا عند وجود ما يُحلّ دمه.
1. لا عبرة بالظنّ إذا تبيّن خطؤه: إذا عمل رجلٌ عملاً بناءً على ظنٍّ وتبيّن خطؤه، فلا عبرة بذلك الظّن.
> [!note] مثال:
> لو أكل رجلٌ في رمضان ظانًّا بقاء الليل، ثمّ تبيّن له أنّه أكل بعد الفجر؛ فإنّ صومه في ذلك اليوم لا يصحّ.