# <mark style="background: #CACFD9A6;">المدارس والاتجاهات الفقهية</mark> ## <mark style="background: #FFF3A3A6;">المدارس الفقهية</mark> كانت هناك مدرستان رئيستان وهما مدرسة الحجاز ومدرسة العراق: واشتهر تغليب الحديث في المدرسة الحجازية؛ لأنّ الحديث وروايته كانا أقوى وأصح وأوفر فيها. بينما تعامل علماء مدرسة العراق بالرأي مع المسائل التي لم يجدوا فيها نصًّا؛ وذلك لقلة الروايات في العراق في ذاك الوقت وعندما كانت تظهر اختلاف بين المدرستين، كان يتم التراجع وحل الاختلاف. وعند لقاء علماء المدرستين بدأت هذه الخلافات تزول عندما تلقى كل من العلماء من علم المدرسة الأخرى، فمثلاً [[محمد بن الحسن]] أخذ عن الإمام [[الإمام مالك|مالك]] و[[الشافعي]] أخذ عن علماء مكة والمدينة والعراق. كما ظهرت أيضًا مدرسة منحرفة وهي المدرسة المعتزلية، وذلك عندما تُرجمت الكتب اليونانية للغة العربية. فكانت هذه المدرسة تُعمِل العقل وتترك الحديث. وردّ على هذه المدرسة العلماء في وقتها. <div style="page-break-after: always;"></div> ## <mark style="background: #FFF3A3A6;">الاتجاهات الفقهية</mark> ## 1. أهل الحديث امتاز هذا الاتجاه بقوة العناية بالحديث والآثار، وأتت فيه العناية بالقياس في الدرجة الثانية. وكان أهل هذه المدرسة يعظمون الحديث بمنطوقه ومفهومه ومعقوله (المعقول هو القياس)، ويقدّمون الحديث على القياس، سواء أكان الحديث آحادًا أم مستفيضًا، وسواء أكانت المسألة مما تعم به البلوى أم لا. واشتهرت بهذا الاتجاه المدرسة الحجازية، وذلك لقوة ووفرة الحديث في المدينة بشكل أكبر من العراق. وأكثر علماء الإسلام كانو تبعًا لمدرسة أهل الحديث. ## 2. أهل الرأي في هذا الاتجاه كانت العناية بالحديث أقل من أهل الحديث، وكانت العناية بالقياس قوية. فيتم تقديم القياس على خبر الواحد في بعض الأحوال، مثل: ما تعم به البلوى. ## 3. الظاهرية ظهر هذا الاتجاه بعد عصرا الأئمة الأربعة. وكان فيه تقصير بالعناية بظاهر النص، ورفضٌ للاحتجاج بالقياس وآثار الصحابة، وكذلك الانتقال إلى الاستصحاب فيما لا نص فيه (أي أن أصل الأشياء الإباحة). وممن ذهب بهذا الاتجاه: - [[داود الظاهري]] أحد تلاميذ [[الشافعي]]: كان يأخذ بمفهوم الحديث ولا يأخذ بمعقوله. أي يأخذ بالقياس الجلي ولا يأخذ بالخفي. - [[ابن حزم]]: كان لا يأخذ بمفهوم ولا معقول الحديث بل بمنطوقه فقط ولا يلحتج بآراء الصحابة. ## 4. المدرسة العقلية (وريث غير شرعي لمدرسة المعتزلة) من سمات هذا الاتجاه إهمال أحاديث الآحاد والتقليل من مكانتها وثبوتها. وقد غلى البعض في هذا وقال بتاريخية النص: أي أن بعض الأحاديث تناسب فقط حال الصحابة، ولا يجب تطبيقها في العصور الأخرى. كما أنّ من سماته العناية بالنظر المصلحي، وتقديم العقل والمصلحة على النص.