# مقدمة الكاتب كثُر الكلام في هذا العصر عن المنهجيّة والفكر المنهجيّ، وأصبح لكُلّ عِلم منهجه الذي يضبطه، لكِنّ المناهج الموضوعة اليوم لهذه العُلوم لا تنطلق من البدايات الأصولية المنهجية، وإنما تنطلق من شروط تحكُّميّة؛ كانطلاق هذه المناهج من مبدأ العلمانية المُنحرفة. وأصَّل القرآن الكريم المنهجية الحقيقية، ففصَل بين مرحلتين من تاريخ المنهجية: - **مرحلة الأسطورة**: فيها الفكر المثالي المبني على الخيال، والفكر الحسّي الغارق في الأوحال. فهدم القرآن كُلّ هذا إلا القليل مما فيه الخير. - **مرحلة الهُدى**: هي المنهجية الحقيقية الأصوليّة الممتدة لكُلّ فروع المعرفة. ومِنها استُمدّت المناهج الإسلامية، ومن بينها منهجية علماء الحديث. وهذا الكتاب هو كتاب في الفكر يذكر الأسس المنهجية لعلماء الحديث، وفيه مُحاولة لتقديم الجديد أو تطوير ما كتبه السابِقون. ومِن الأفكار الجديدة في الكتاب: - استخلاصات في تعريف السّنة: أن فيها معنى التكرار والاعتياد والتقويم وإمرار الشيء على الشيء. وإسقاط هذا التعريف على السّنة النبوية. - مسألة حجم الأحاديث الصادِرة عن النبي ﷺ‎ ودور المنهج في الاقتصار على ما توافرت فيه شروط الصّحة. - تفاوت الصّحابة في الرواية (لعِلاج شُبهة إكثار بعضهم من الرّواية). - مسألة كتابة الحديث والنّهي عن كتابته في زمن النبي ﷺ‎. - مسألة الفتنة وأثرها على الحديث، والاستفادة التي حصّلها عِلم الحديث من الفتنة. - مسألة الإسناد والبداية المُبكّرة لضبطه (عكس ما يُشكك المُشككّون). - البناء المنهجي لعلوم الحديث، وتقسيمه لفرعين: الرواية والدّراية. - مناهج أشهر المُحدّثين ومزاياها.