# باب في الحذر من الفتن، وما يُخشى على الصالحين من فتنة الدّنيا والتّنافس فيها
## مقدمة
في هذا الباب تحذير من الفتن عمومًا ولو أنّ فيه بعض التركيز على فتن الدّنيا بشكل خاص. كما أنّ فيه تركيز على أنّ الصالحين يفتنون أيضًا وأنّ الفتن لا تختص بأهل الفساد. فعلى المؤمن التنبّه على أنه وإن كان في طريق الاستقامة فهذا لا يضمن له الوصول.
## الآيات
### 1. قال تعالى: ﴿<span style="font-family: 'KFGQPC HAFS Uthmanic Script'">مَّا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَىٰ مَآ أَنتُمْ عَلَيْهِ حَتَّىٰ يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِۗ ...[[آل عمران-179|]]</span>﴾
- تخبر الآية بأنّ الله تعالى لا يترك المجتمع المسلم دون اختبار وابتلاء حقيقيّ يميّز المؤمن مِن المنافق.
- إذا وُجد أُناس مؤمنون مستقيمون وبينهم من هو خبيث ومنافق؛ فعليهم الاستعداد للفتن التي ستأتي لتميّز الخبيث مِن الطيب. وتقع هذه الفتنة على الجميع وليست على المنافقين وحدهم.
- تمييز الخبيث مِن الطّيب هي من الحِكَم من وقوع الابتلاءات، وهذه تقع للمؤمنين الذين يريد الله لهم الرِّفعة والمكانة العالية فيطهرهم من الخبيثين بينهم ليصلوا لأعلى المنازل.
### 2. قال تعالى: ﴿<span style="font-family: 'KFGQPC HAFS Uthmanic Script'">وَاتَّقُواْ فِتْنَةٗ لَّا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَآصَّةٗۖ ...[[الأنفال-25|]]</span>﴾
- يحذّر الله تعالى في هذه الآية المؤمنين بشكل خاص من وقوع الفتنة التي تعمّ الجميع بسبب وجود الظَّالمين بينهم.
- يقول المفسّرون في هذه الآية أنّه إذا عَمَّ الظّلم ولم يُنكر ولم يُغيّر تقع الفتنة عامّة على الجميع.
### 3. قال تعالى: ﴿<span style="font-family: 'KFGQPC HAFS Uthmanic Script'">أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوٓاْ أَن يَقُولُوٓاْ ءَامَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ[[العنكبوت-2|]]</span>﴾
- هذه الآية تشمل الفتنة العامّة على المؤمنين والخاصّة على الأفراد.
- تعني الآية أنّ كُلّ من يقول أنّه مؤمن ويسير على درب الاستقامة، فكما أنّه يُبشر بالخير والرحمة، لكنّه عليه التهيّؤ للاختبار القادم بالتأكيد كما وَرَد في الآية.
- يجب التنبّه أنّ الفتنة قد لا تكون فتنة واضحة ومباشرة في كلّ الحالات، فقد تكون الفتنة رخاءً ونعمةً ومالاً أيضًا.
<div style="page-break-after: always;"></div>
## الأحاديث
### 1. عن [[عبد الرحمن بن عبد رب الكعبة]] <span style="font-family: 'KFGQPC Arabic Symbols 01'; ">I</span> قال: دَخَلْتُ المَسْجِدَ فَإِذَا عبدُ اللهِ بنُ عَمْرِو بنِ العَاصِ جَالِسٌ في ظِلِّ الكَعْبَةِ، وَالنَّاسُ مُجْتَمِعُونَ عليه، فأتَيْتُهُمْ فَجَلَسْتُ إلَيْهِ، فَقالَ: كُنَّا مع رَسولِ اللهِ ﷺ في سَفَرٍ، فَنَزَلْنَا مَنْزِلًا؛ فَمِنَّا مَن يُصْلِحُ خِبَاءَهُ، وَمِنَّا مَن يَنْتَضِلُ، وَمِنَّا مَن هو في جَشَرِهِ، إذْ نَادَى مُنَادِي رَسولِ اللهِ ﷺ: الصَّلَاةَ جَامِعَةً، فَاجْتَمَعْنَا إلى رَسولِ اللهِ ﷺ، فَقالَ: (إنَّه لَمْ يَكُنْ نَبِيٌّ قَبْلِي إلَّا كانَ حَقًّا عليه أَنْ يَدُلَّ أُمَّتَهُ علَى خَيْرِ ما يَعْلَمُهُ لهمْ، وَيُنْذِرَهُمْ شَرَّ ما يَعْلَمُهُ لهمْ، وإنَّ أُمَّتَكُمْ هذِه جُعِلَ عَافِيَتُهَا في أَوَّلِهَا، وَسَيُصِيبُ آخِرَهَا بَلَاءٌ، وَأُمُورٌ تُنْكِرُونَهَا، وَتَجِيءُ فِتْنَةٌ فيُرَقِّقُ بَعْضُهَا بَعْضًا، وَتَجِيءُ الفِتْنَةُ فيَقولُ المُؤْمِنُ: هذِه مُهْلِكَتِي، ثُمَّ تَنْكَشِفُ وَتَجِيءُ الفِتْنَةُ، فيَقولُ المُؤْمِنُ: هذِه هذِه، فمَن أَحَبَّ أَنْ يُزَحْزَحَ عَنِ النَّارِ وَيُدْخَلَ الجَنَّةَ، فَلْتَأْتِهِ مَنِيَّتُهُ وَهو يُؤْمِنُ باللَّهِ وَالْيَومِ الآخِرِ، وَلْيَأْتِ إلى النَّاسِ الَّذي يُحِبُّ أَنْ يُؤْتَى إلَيْهِ، وَمَن بَايَعَ إمَامًا فأعْطَاهُ صَفْقَةَ يَدِهِ، وَثَمَرَةَ قَلْبِهِ؛ فَلْيُطِعْهُ إنِ اسْتَطَاعَ، فإنْ جَاءَ آخَرُ يُنَازِعُهُ فَاضْرِبُوا عُنُقَ الآخَرِ).
- (فَمِنَّا مَن يُصْلِحُ خِبَاءَهُ، وَمِنَّا مَن يَنْتَضِلُ، وَمِنَّا مَن هو في جَشَرِهِ) أيّ أنّ بعضهم كان يصلح الخِيام، وبعضهم يتسابق برمي السِّهام، وبعضهم يصلح أمور دوابّهم.
- (وَتَجِيءُ فِتْنَةٌ فيُرَقِّقُ بَعْضُهَا بَعْضًا) يعني أنّه لشدّة الفتن النّازلة فإنها تُظهر سابقاتها على أنّها كانت هيّنة بالمقارنة بِها.
- يجمع هذا الحديث بالأحاديث التالية حرص النبي ﷺ على أمّته وتحذيره إيّاهم من الفِتن بشكل مبكّر. ونستفيد من هذا عدّة نقاط:
1. أنّ موضوع الفِتن أمر خطير.
2. أنّ النبي ﷺ كان يهتم لشأن أمّته.
3. أن النبي ﷺ كان يعي أنّه لا يكفي أن نبدأ طريق الاستقامة لننجوا، بل لا بد من الاستعداد للعوائق في هذا الطّريق ومنها الفِتن.
> [!note] ملاحظة
> أوصى الأستاذ بحفظ متن هذا الحديث.
### 2. عن [[عمرو بن عوف]] <span style="font-family: 'KFGQPC Arabic Symbols 01'; ">I</span> قال: قال رسول الله ﷺ بعد أن قَدِم أبو عبيدة بمال من البحرين: (فأبْشِرُوا وأَمِّلُوا ما يَسُرُّكُمْ، فَوَاللَّهِ ما الفَقْرَ أخْشَى علَيْكُم، ولَكِنِّي أخْشَى أنْ تُبْسَطَ عَلَيْكُمُ الدُّنْيَا كما بُسِطَتْ علَى مَن كانَ قَبْلَكُمْ، فَتَنَافَسُوهَا كما تَنَافَسُوهَا، وتُهْلِكَكُمْ كما أهْلَكَتْهُمْ)
- عندما أتى أبو عبيدة <span style="font-family: 'KFGQPC Arabic Symbols 01'; ">I</span> بهذا المال من البحرين فرح الصّحابة لفقرهم وحاجتهم له.
### 3. عن [[عقبة بن عامر]] <span style="font-family: 'KFGQPC Arabic Symbols 01'; ">I</span> أنَّ النبيَّ ﷺ، خَرَجَ يَوْمًا فَصَلَّى علَى أهْلِ أُحُدٍ صَلَاتَهُ علَى المَيِّتِ، ثُمَّ انْصَرَفَ إلى المِنْبَرِ فَقَالَ: (إنِّي فَرَطُكُمْ علَى الحَوْضِ، وإنَّ عَرْضَهُ كما بيْنَ أَيْلَةَ إلى الجُحْفَةِ، إنِّي لَسْتُ أَخْشَى علَيْكُم أَنْ تُشْرِكُوا بَعْدِي، وَلَكِنِّي أَخْشَى عَلَيْكُمُ الدُّنْيَا أَنْ تَنَافَسُوا فِيهَا، وَتَقْتَتِلُوا، فَتَهْلِكُوا، كما هَلَكَ مَن كانَ قَبْلَكُمْ). قالَ عُقْبَةُ: فَكَانَتْ آخِرَ ما رَأَيْتُ رَسولَ اللهِ ﷺ علَى المِنْبَرِ
- هذا الحديث في أواخر حياة النبي ﷺ، فمحتواه يُظهر آخر ما كان يشغل بال النبي ﷺ.
- كأنّ الرسول ﷺ يقول لأصحابه أنّه بعد لقائهم معه في الدّنيا سيسبقهم وينتظرهم بعدها عِند الحوض، فعليهم بالصّبر والثّبات حتى ذلك الوقت.
### 4. عن [[عبد الله بن عمرو بن العاص]] <span style="font-family: 'KFGQPC Arabic Symbols 01'; ">L</span> عن رسول الله ﷺ أنّه قال: (إذا فُتِحَتْ علَيْكُم فارِسُ والرُّومُ، أيُّ قَوْمٍ أنتُمْ؟) قالَ عبدُ الرَّحْمَنِ بنُ عَوْفٍ: نَقُولُ كما أمَرَنا اللَّهُ، قالَ رَسولُ اللهِ ﷺ: (أوْ غيرَ ذلكَ، تَتَنافَسُونَ، ثُمَّ تَتَحاسَدُونَ، ثُمَّ تَتَدابَرُونَ، ثُمَّ تَتَباغَضُونَ، أوْ نَحْوَ ذلكَ، ثُمَّ تَنْطَلِقُونَ في مَساكِينِ المُهاجِرِينَ، فَتَجْعَلُونَ بَعْضَهُمْ علَى رِقابِ بَعْضٍ)
### 5. عن [[أبو سعيد الخدري|أبي سعيد الخدري]] <span style="font-family: 'KFGQPC Arabic Symbols 01'; ">I</span> قال: قال رسول الله ﷺ: (إنَّ أكْثَرَ ما أخافُ علَيْكُم ما يُخْرِجُ اللَّهُ لَكُمْ مِن بَرَكاتِ الأرْضِ) قيلَ: وما بَرَكاتُ الأرْضِ؟ قالَ: (زَهْرَةُ الدُّنْيا)
- مع أنّ الفتن التي قد تواجه المؤمنين كثيرة ولكنّ أكثر ما يخافه النبي ﷺ على أمّته هو فتنة الدُّنيا.
- فإن رأينا أشخاصًا قد استقاموا وانطلقوا في طريق الدّين، ولديهم نقص في بعض أمور الدُّنيا؛ فلا ينبغي أن نحزن عليهم. بل وإنّ هؤلاء قد تركوا أحد أسباب التفرّق.
- من أهم ما نستفيده من هذه الأحاديث هو أهميّة تنبيه الشباب المستقيم على التحدّيات والمخاطر التي ستواجههم، وعدم تطميعهم بأنّ طريق الاستقامة سيكون ممهدًا ميسرًا لا تحديات فيه. وبالإضافة لهذا يجب تبشيرهم برحمه الله وفضله وحسن العاقبة.
- قد يصبر الصّالحون على الشّدائد، ثمّ لا يصبرون على النِّعم والرّخاء، ففي كلّ طريق صعوبته التي يجب التّنبّه لها.
<div style="page-break-after: always;"></div>
### 6. عن [[حذيفة]] <span style="font-family: 'KFGQPC Arabic Symbols 01'; ">I</span> قال: كُنَّا عِنْدَ عُمَرَ، فقالَ: أيُّكُمْ سَمِعَ رَسولَ اللهِ ﷺ يَذْكُرُ الفِتَنَ؟ فقالَ قوْمٌ: نَحْنُ سَمِعْناهُ، فقالَ: لَعَلَّكُمْ تَعْنُونَ فِتْنَةَ الرَّجُلِ في أهْلِهِ وجارِهِ؟ قالوا: أجَلْ، قالَ: تِلكَ تُكَفِّرُها الصَّلاةُ والصِّيامُ والصَّدَقَةُ، ولَكِنْ أيُّكُمْ سَمِعَ النبيَّ ﷺ يَذْكُرُ الَّتي تَمُوجُ مَوْجَ البَحْرِ؟ قالَ حُذَيْفَةُ: فأسْكَتَ القَوْمُ، فَقُلتُ: أنا، قالَ: أنْتَ لِلَّهِ أبُوكَ. قالَ حُذَيْفَةُ: سَمِعْتُ رَسولَ اللهِ ﷺ يقولُ: تُعْرَضُ الفِتَنُ علَى القُلُوبِ كالْحَصِيرِ عُودًا عُودًا، فأيُّ قَلْبٍ أُشْرِبَها، نُكِتَ فيه نُكْتَةٌ سَوْداءُ، وأَيُّ قَلْبٍ أنْكَرَها، نُكِتَ فيه نُكْتَةٌ بَيْضاءُ، حتَّى تَصِيرَ علَى قَلْبَيْنِ، علَى أبْيَضَ مِثْلِ الصَّفا فلا تَضُرُّهُ فِتْنَةٌ ما دامَتِ السَّمَواتُ والأرْضُ، والآخَرُ أسْوَدُ مُرْبادًّا كالْكُوزِ، مُجَخِّيًا لا يَعْرِفُ مَعْرُوفًا، ولا يُنْكِرُ مُنْكَرًا، إلَّا ما أُشْرِبَ مِن هَواهُ
- مع أنّ عمر <span style="font-family: 'KFGQPC Arabic Symbols 01'; ">I</span> من أعظم الصّالحين إلّا أن موضوع الفتن يشغله ويقلقه، مما دفعه لطلب التحقق منه.
- اعتبر عمر <span style="font-family: 'KFGQPC Arabic Symbols 01'; ">I</span> المشاكل اليومية التي تعارض المؤمن في حياته فتنًا، مما يدلّ على أنّها قد تفتن المؤمن. لكنّه كان يسأل عن الفتن الكبرى.
- يبيّن هذا الحديث أنّ الفتن التي تحصل في القلوب تحصل بشكل متراكم وليست دفعةً واحدة؛ فعلى الإنسان عدم التهاون في بعض الفتن ظانًّا أنّه يملك أمره، فلا يدري متى يسودّ قلبه فلا يملكه كما كان يملكه في البداية.
- في الحديث أنَّ من أهم أسباب نور القلب تجاوز الفتن وعدم الوقوع فيها.
### 7. عن [[أبو هريرة|أبي هريرة]] <span style="font-family: 'KFGQPC Arabic Symbols 01'; ">I</span> أن رسول الله ﷺ قال: (بَادِرُوا بالأعْمَالِ فِتَنًا كَقِطَعِ اللَّيْلِ المُظْلِمِ، يُصْبِحُ الرَّجُلُ مُؤْمِنًا وَيُمْسِي كَافِرًا، أَوْ يُمْسِي مُؤْمِنًا وَيُصْبِحُ كَافِرًا، يَبِيعُ دِينَهُ بعَرَضٍ مِنَ الدُّنْيَا)
- في هذا الحديث يوجّه النبي ﷺ بالمبادرة بالأعمال الصّالحة عامّة، وفي الحديث التالي يوجّه بقيام الليل تحديدًا لمواجهة الفتن.
- المبادرة بالأعمال تعني أنّ على الإنسان استغلال مساحة العافية والرّخاء والأمان التي يكون فيها للقيام بالأعمال استعدادًا لحين وقوع الفتن حيث قد لا يملك الوقت ولا العافية ولا الأمان ليعمل الأعمال التي تنجيه منها.
- من لا يكون عنده رصيد من الأعمال في وقت الرّخاء فقد يأتي عليه زمن تقلّبه الفِتن بين ليلة وضحاها لا يستطيع صدّها ولا مقاومتها.
### 8. عن [[أم سلمة]] <span style="font-family: 'KFGQPC Arabic Symbols 01'; ">J</span> قالت: اسْتَيْقَظَ النبيُّ ﷺ ذَاتَ لَيْلَةٍ فَقَالَ: (سُبْحَانَ اللَّهِ، مَاذَا أُنْزِلَ اللَّيْلَةَ مِنَ الفِتَنِ، ومَاذَا فُتِحَ مِنَ الخَزَائِنِ، أيْقِظُوا صَوَاحِبَاتِ الحُجَرِ، فَرُبَّ كَاسِيَةٍ في الدُّنْيَا عَارِيَةٍ في الآخِرَةِ)
- في هذا الحديث تنبيه إلى أنّ هذه الفِتن التي تنزل هي من أقدار الله تعالى.
- يُلاحَظ أنّ أول من حرص النبي ﷺ على إيقاظنّ وحمايتهنّ من الفِتن هنّ زوجاته وأهله.
### 9. عن [[زيد بن ثابت]] <span style="font-family: 'KFGQPC Arabic Symbols 01'; ">I</span> قال: بيْنَما النَّبيُّ ﷺ في حَائِطٍ لِبَنِي النَّجَّارِ علَى بَغْلَةٍ له وَنَحْنُ معهُ، إذْ حَادَتْ به فَكَادَتْ تُلْقِيهِ، وإذَا أَقْبُرٌ سِتَّةٌ، أَوْ خَمْسَةٌ، أَوْ أَرْبَعَةٌ -قالَ: كَذَا كانَ يقولُ الجُرَيْرِيُّ- فَقالَ: (مَن يَعْرِفُ أَصْحَابَ هذِه الأقْبُرِ؟) فَقالَ رَجُلٌ: أَنَا، قالَ: (فَمَتَى مَاتَ هَؤُلَاءِ؟) قالَ: مَاتُوا في الإشْرَاكِ، فَقالَ: (إنَّ هذِه الأُمَّةَ تُبْتَلَى في قُبُورِهَا، فَلَوْلَا أَنْ لا تَدَافَنُوا، لَدَعَوْتُ اللَّهَ أَنْ يُسْمِعَكُمْ مِن عَذَابِ القَبْرِ الَّذي أَسْمَعُ منه). ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْنَا بوَجْهِهِ، فَقالَ: (تَعَوَّذُوا باللَّهِ مِن عَذَابِ النَّارِ)، قالوا: نَعُوذُ باللَّهِ مِن عَذَابِ النَّارِ، فَقالَ: (تَعَوَّذُوا باللَّهِ مِن عَذَابِ القَبْرِ)، قالوا: نَعُوذُ باللَّهِ مِن عَذَابِ القَبْرِ، قالَ: (تَعَوَّذُوا باللَّهِ مِنَ الفِتَنِ، ما ظَهَرَ منها وَما بَطَنَ)، قالوا: نَعُوذُ باللَّهِ مِنَ الفِتَنِ ما ظَهَرَ منها وَما بَطَنَ، قالَ: (تَعَوَّذُوا باللَّهِ مِن فِتْنَةِ الدَّجَّالِ)، قالوا: نَعُوذُ باللَّهِ مِن فِتْنَةِ الدَّجَّالِ
- نرى في هذا الحديث شفقة النبي ﷺ على أمّته وحرصه على أن يبيّن لنا الأمور التي قد نَزِلُّ بسببها.
- يبيّن النبي ﷺ إحدى وسائل اتّقاء الفتن وهي الاستعاذة بالله منها.
### 10. عن [[معقل بن يسار]] <span style="font-family: 'KFGQPC Arabic Symbols 01'; ">I</span> أنّ النبي ﷺ قال: (الْعِبادَةُ في الهَرْجِ كَهِجْرَةٍ إلَيَّ)
- في أوقات اختلاط الأمور والفتن والقتل تصعب إقامة الأعمال والعبادات، لهذا كان أجرها أعظم.