# باب في مرجعية الوحي، وشموليته، ومركزية التسليم لله ولرسوله
## مقدمة
يغطي هذا الباب النقاط التالية:
1. بيان مرجعية الوحي
2. شمولية مرجعية الوحي
3. بيان أهمية التسليم لله ولرسوله
4. بيان أن التسليم لله ولرسوله أمر مركزي في الشريعة
الأهداف والمقاصد لمرجعية الوحي التي ستبيّنها الآيات والأحاديث في الباب:
1. <mark style="background: #FF5582A6;">التعظيم</mark>.
2. <mark style="background: #BBFABBA6;">التسليم</mark>.
3. <mark style="background: #FFF3A3A6;">التحكيم</mark>.
4. <mark style="background: #ADCCFFA6;">التقديم</mark>.
5. <mark style="background: #D2B3FFA6;">الاستغناء والاستبشار</mark>.
### أسباب الحديث عن مرجعية الوحي
الوحي أساسيّ في أمّتنا لأنه الطريقة الوحيدة لنُسلّم ونستسلم لله وأوامره؛ لأنّ الوحي هو الناقل لأوامر الله ﷻ. فيجب الاتصال بمرجعية الوحي وتحكيمه والتسليم له وتعظيمه.
ولا يكفي أن يكون كتاب الله وسُنّة نبيه ﷺ أمرًا جانبيًا في حياة المُسلم، بل يجب الاتصال الدائم بهما.
### أهم الثمرات الناتجة عن مقاصد مرجعية الوحي
**الهداية**: أعظم الثمرات التي يمكن للمسلم أن يحققها هي أن يعيش على نور من الله ﷻ؛ فيتحرك المؤمن على علم بما يُحبّه الله ويُريده، وعلى منهج الأنبياء وهديهم.
<div style="page-break-after: always;"></div>
## الآيات
### 1. قال تعالى: ﴿<span style="font-family: 'KFGQPC HAFS Uthmanic Script'">يَـٰٓأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ أَطِيعُواْ اللَّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الۡأَمۡرِ مِنكُمۡۖ فَإِن تَنَٰزَعۡتُمۡ فِي شَيۡءٖ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمۡ تُؤۡمِنُونَ بِاللَّهِ وَالۡيَوۡمِ الۡأٓخِرِۚ ذَٰلِكَ خَيۡرٞ وَأَحۡسَنُ تَأۡوِيلًا [[النساء-59|]]</span>﴾
- توجّهنا هذه الآية لمقصد <mark style="background: #FFF3A3A6;">التحكيم</mark> للوحي بشكل أساسيّ، وتُشير إلى مقصد <mark style="background: #ADCCFFA6;">التقديم</mark> أيضًا لكن بدرجة أقلّ.
- تبين الآية أن مرجعية الوحي هي قبل مرجعية أولي الأمر (سواء أكان المُراد من أولي الأمر العُلماء أو الحُكّام).
- عند النّزاع أيضًا يجب العودة للوحي.
- رُبط الرجوع للوحي بالإيمان بالله واليوم الآخر.
- المقصود بالرجوع إلى الله: أي إلى كتابه. والمقصود بالرجوع إلى الرسول: أي إلى شخصه في حياته وإلى سُنّته بعد وفاته.
- استنبط العُلماء من هذه الآية حُجّية الإجماع؛ لأنها تذكر موارد النّزاع والخلاف.
- في آخر الآية بيان للعاقبة الحسنة لمن <mark style="background: #BBFABBA6;">يُسلّم</mark> للوحي.
### 2. قال تعالى: ﴿<span style="font-family: 'KFGQPC HAFS Uthmanic Script'">إِنَّ هَٰذَا الۡقُرۡءَانَ يَهۡدِي لِلَّتِي هِيَ أَقۡوَمُ وَيُبَشِّرُ الۡمُؤۡمِنِينَ الَّذِينَ يَعۡمَلُونَ الصَّـٰلِحَٰتِ أَنَّ لَهُمۡ أَجۡرٗا كَبِيرٗا [[الإسراء-9|]] وَأَنَّ الَّذِينَ لَا يُؤۡمِنُونَ بِالۡأٓخِرَةِ أَعۡتَدۡنَا لَهُمۡ عَذَابًا أَلِيمٗا [[الإسراء-10|]]</span>﴾
- من المقاصد المركزية في هذه الآية هو مقصد <mark style="background: #FF5582A6;">التعظيم</mark>: لأنها تبين صفات عظمة هذا الكتاب (بأنه يهدي ويُبشّر).
- وكذلك فيها مقصد <mark style="background: #D2B3FFA6;">الاستغناء</mark>: لأن فيها أن القرآن يهدي للتي هي أقوم؛ فيُغني عن ما سواه.
### 3. قال تعالى: ﴿<span style="font-family: 'KFGQPC HAFS Uthmanic Script'">... وَإِنَّهُۥ لَكِتَٰبٌ عَزِيزٞ[[فصلت-41|]] لَّا يَأۡتِيهِ الۡبَٰطِلُ مِنۢ بَيۡنِ يَدَيۡهِ وَلَا مِنۡ خَلۡفِهِۦۖ تَنزِيلٞ مِّنۡ حَكِيمٍ حَمِيدٖ [[فصلت-42|]]</span>﴾
- من مقاصد الآية الواضحة <mark style="background: #FF5582A6;">تعظيم</mark> كتاب الله.
- من أوجه عزّة القرآن: أنه لا يمكن الإتيان بمثله، وأنه أعلى من أن يُشوّه أو يحرّف، وأنه ليس فيه اختلاف، وأنّه يغلِب ولا يُغلب في حُججه.
### 4. قال تعالى: ﴿<span style="font-family: 'KFGQPC HAFS Uthmanic Script'">وَكَذَٰلِكَ أَنزَلۡنَٰهُ حُكۡمًا عَرَبِيّٗاۚ وَلَئِنِ اتَّبَعۡتَ أَهۡوَآءَهُم بَعۡدَ مَا جَآءَكَ مِنَ الۡعِلۡمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِن وَلِيّٖ وَلَا وَاقٖ [[الرعد-37|]]</span>﴾
- في هذه الآية <mark style="background: #FF5582A6;">تعظيم</mark> أيضًا للقرآن الكريم؛ لأنها تذكر بعض صفاته.
- كذلك في الشطر الثاني من الآية مقصد <mark style="background: #FFF3A3A6;">التحكيم</mark>.
- قيل في معنى حُكم: الحِكمة، والإحكام والإتقان، والحاكمية (أي أنه حاكِم).
- بيّن الله في هذه الآية أن ما يُضاد الحق (سُمّي الحقّ في الآية بالعلم) هو الهوى.
### 5. قال تعالى: ﴿<span style="font-family: 'KFGQPC HAFS Uthmanic Script'">... وَمَن لَّمۡ يَحۡكُم بِمَآ أَنزَلَ اللَّهُ فَأُوْلَـٰٓئِكَ هُمُ الۡكَٰفِرُونَ [[المائدة-44|]]</span>﴾
- في هذه الآية معاني <mark style="background: #FFF3A3A6;">التحكيم</mark> و<mark style="background: #BBFABBA6;">التسليم</mark> و<mark style="background: #ADCCFFA6;">التقديم</mark>.
- تختلف هذه الآية عن الآيات السابقة التي عظمت الوحي لذاته؛ فهذه الآية تُظهر مفصليّة الوحي في ربطها بين الكفر ورفض الحُكم بالوحي.
- من أعظم مصائب الأمّة أن تُمنع عن الحكم وِفق ما أنزل الله.
### 6. قال تعالى: ﴿<span style="font-family: 'KFGQPC HAFS Uthmanic Script'">فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤۡمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيۡنَهُمۡ ثُمَّ لَا يَجِدُواْ فِيٓ أَنفُسِهِمۡ حَرَجٗا مِّمَّا قَضَيۡتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسۡلِيمٗا [[النساء-65|]]</span>﴾
- تعتبر هذه أوضح آية في مقصد <mark style="background: #BBFABBA6;">التسليم</mark> للوحي وخاصة السُّنة النبوية.
- وعلى نهج الآية السابقة؛ فإن هذه الآية تربط بين الإيمان و<mark style="background: #FFF3A3A6;">تحكيم</mark> الوحي.
### 7. قال تعالى: ﴿<span style="font-family: 'KFGQPC HAFS Uthmanic Script'">وَمَا كَانَ لِمُؤۡمِنٖ وَلَا مُؤۡمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُۥٓ أَمۡرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الۡخِيَرَةُ مِنۡ أَمۡرِهِمۡۗ وَمَن يَعۡصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُۥ فَقَدۡ ضَلَّ ضَلَٰلٗا مُّبِينٗا [[الأحزاب-36|]]</span>﴾
- هذه الآية شاملة لكُلّ ما يقضيه الله ورسوله.
- في هذه الآية مقصد <mark style="background: #FF5582A6;">التحكيم</mark>.
### 8. آية من خارج الكتاب: قال تعالى: ﴿<span style="font-family: 'KFGQPC HAFS Uthmanic Script'">يَـٰٓأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تُقَدِّمُواْ بَيۡنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِۦۖ [[الحجرات-1|]]</span>﴾
- آية مهمّة تفيد <mark style="background: #ADCCFFA6;">تقديم</mark> مرجعية الوحي على غيره.
<div style="page-break-after: always;"></div>
## الأحاديث
### 1. عن [[زيد بن أرقم]] <span style="font-family: 'KFGQPC Arabic Symbols 01'; ">h</span> أن النبي ﷺ قال عن القرآن (كتاب الله؛ هو حبل الله، من اتبعه كان على الهدى، ومن تركه كان على الضلالة)
- معنى (حبل الله): أي هو عهد الله.
- عندما طُلب من [[زيد بن أرقم]] أن يُحدّث؛ استشعر عظمة الكلام في الوحي فقال: يا بُني لقد كبر سني، ورق عظمي، وإن الحديث عن النبي ﷺ شديد. وتُذكر قصص مُشابهة في استشعار الصّحابة لأهمية الوحي وخطورة الوقوع في الخطأ فيه.
- كان حديث الرسول ﷺ مُختصرًا واضحًا؛ وهذا مما سهّل حفظ السّنة ونقلها.
- يظهر هذا الحديث الثمرة الهامة لاتباع الوحي وهي الهداية.
- في بداية هذا الحديث في [[صحيح مسلم]] أن النبي ﷺ خطب في الصحابة في منطقة غدير خُم (قريبة من مدينة جِدّة)، فقال: (إني تارك فيكم ثِقلين أولهما كتاب الله؛ هو حبل الله، من اتبعه كان على الهدى، ومن تركه كان على الضلالة) ثمّ ذكر الثّقل الآخر فقال: (وأهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي). وهذه هي الرواية الثابتة عن الرسول ﷺ. أما الرواية الأخرى التي فيها مساواة بين وجوب اتباع كتاب الله وأوامر أهل البيت فهي رواية ضعيفة. وفي كتاب [[المنهاج من ميراث النبوة]] تفصيل في أسانيد الرواية الأخرى لبيان ضعفها.
- وتسمية الرسول ﷺ لهاتين المسألتين بالثقلين هو لبيان <mark style="background: #FF5582A6;">عظمتهما</mark>.
### 2. عن [[أبي رافع]] <span style="font-family: 'KFGQPC Arabic Symbols 01'; ">h</span>، عن النبي ﷺ، قال: (لا أُلْفِيَنَّ أحدَكُمْ متكئًا على أريكتِهِ يأتيهِ أمرٌ مما أمرتُ بهِ أو نهيتُ عنهُ فيقولُ : لا أدرِي . ما وجدنَا في كتابِ اللهِ اتبعناهُ)
- في هذا الحديث نبوءة دقيقة بظهور مُنكري السُّنة، فالمُراد بالاتّكّاء على الأريكة الإشارة لأصحاب الرفاهية وعدم طلب العلم من أهله ومن مصادره الصحيحة؛ وهذا يصف الحال اليوم.
- نرى في هذا الحديث تحذير النبي ﷺ أمّته من الفتن المُستقبلية، ليستعدّوا لها. وهذا من شفقة النبي ﷺ، ومن رحمة ربّ العالمين الذي أعلمه بهذه الغيبيات.
- ومن المقاصد في هذا الحديث <mark style="background: #FFF3A3A6;">التحكيم</mark>.
### 3. عن [[أبو هريرة|أبي هريرة]] <span style="font-family: 'KFGQPC Arabic Symbols 01'; ">h</span>، عن النبي ﷺ، قال: (مَن أطاعَنِي فقَدْ أطاعَ اللَّهَ، ومَن عَصانِي فقَدْ عَصَى اللَّهَ)
- مقصد هذا الحديث الأساسي <mark style="background: #FF5582A6;">التعظيم</mark> للسُنّة النبوية.
- لدى الكثير من مُنكري السنّة إشكالية مع طاعة الرسول ﷺ مع أنّ فيها أحاديث صحيحة وآيات قُرآنية، ويدّعون أن في طاعة الرسول شركًا بالله. بينما يوضح هذا الحديث أن طاعة الرسول إنما هي طاعة لله ﷻ.
<div style="page-break-after: always;"></div>
### 4. عن [[جابر]] <span style="font-family: 'KFGQPC Arabic Symbols 01'; ">h</span>، أن النبي ﷺ كان إذا خطب يقول: (فإنَّ خَيْرَ الحَديثِ كِتَابُ اللهِ، وَخَيْرُ الهُدَى هُدَى مُحَمَّدٍ، وَشَرُّ الأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلُّ بدْعَةٍ ضَلَالَةٌ)
- وفي هذا الحديث <mark style="background: #ADCCFFA6;">تقديم</mark> للوحي و<mark style="background: #D2B3FFA6;">استغناء</mark> به عن ما سواه.
- هذا الحديث في [[صحيح مسلم]] هو عن طريق [[جعفر بن محمد]] عن أبيه عن [[جابر]] <span style="font-family: 'KFGQPC Arabic Symbols 01'; ">h</span>. وجعفر هو جعفر بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب <span style="font-family: 'KFGQPC Arabic Symbols 01'; ">h</span>. ويروي [[الإمام مسلم]] أحاديث بهذه السلسلة. ومن اللطائف أن نرى أن أهل البيت كانوا يروون هذه الأحاديث التي فيها تقديم وتعظيم لكتاب الله ولسُنّة الرسول ﷺ على غيرها. كما أن هذا يدلّ على أنهم كانوا يروون عن الصحابة <span style="font-family: 'KFGQPC Arabic Symbols 01'; ">M</span>. وهذا يختلف عن ما يأتي عن الفئات الموجودة التي تعظم أقوال أئمة فوق كلام الله ورسوله وتطعن في الصحابة.
### 5. عن [[أبو هريرة|أبي هريرة]] <span style="font-family: 'KFGQPC Arabic Symbols 01'; ">I</span> قال: لَمَّا نَزَلَتْ علَى رَسولِ اللهِ ﷺ ﴿<span style="font-family: 'KFGQPC HAFS Uthmanic Script'">لِلَّهِ ما في السَّماواتِ وما في الأَرْضِ وإنْ تُبْدُوا ما في أنْفُسِكُمْ أوْ تُخْفُوهُ يُحاسِبْكُمْ به اللَّهُ فَيَغْفِرُ لِمَن يَشاءُ ويُعَذِّبُ مَن يَشاءُ واللَّهُ علَى كُلِّ شيءٍ قَدِيرٌ [[البقرة-284|]]</span>﴾، قالَ: فاشْتَدَّ ذلكَ علَى أصْحابِ رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فأتَوْا رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ ثُمَّ بَرَكُوا علَى الرُّكَبِ، فقالوا: أيْ رَسولَ اللهِ، كُلِّفْنا مِنَ الأعْمالِ ما نُطِيقُ، الصَّلاةَ والصِّيامَ والْجِهادَ والصَّدَقَةَ، وقدْ أُنْزِلَتْ عَلَيْكَ هذِه الآيَةُ ولا نُطِيقُها، قالَ رَسولُ اللهِ ﷺ: أتُرِيدُونَ أنْ تَقُولوا كما قالَ أهْلُ الكِتابَيْنِ مِن قَبْلِكُمْ سَمِعْنا وعَصَيْنا؟ بَلْ قُولوا: سَمِعْنا وأَطَعْنا غُفْرانَكَ رَبَّنا وإلَيْكَ المَصِيرُ، قالوا: سَمِعْنا وأَطَعْنا غُفْرانَكَ رَبَّنا وإلَيْكَ المَصِيرُ، فَلَمَّا اقْتَرَأَها القَوْمُ، ذَلَّتْ بها ألْسِنَتُهُمْ، فأنْزَلَ اللَّهُ في إثْرِها: ﴿<span style="font-family: 'KFGQPC HAFS Uthmanic Script'">آمَنَ الرَّسُولُ بما أُنْزِلَ إلَيْهِ مِن رَبِّهِ والْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ باللَّهِ ومَلائِكَتِهِ وكُتُبِهِ ورُسُلِهِ لا نُفَرِّقُ بيْنَ أحَدٍ مِن رُسُلِهِ وقالُوا سَمِعْنا وأَطَعْنا غُفْرانَكَ رَبَّنا وإلَيْكَ المَصِيرُ [[البقرة-285|]]</span>﴾، فَلَمَّا فَعَلُوا ذلكَ نَسَخَها اللَّهُ تَعالَى، فأنْزَلَ اللَّهُ عزَّ وجلَّ: ﴿<span style="font-family: 'KFGQPC HAFS Uthmanic Script'">لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إلَّا وُسْعَها لها ما كَسَبَتْ وعليها ما اكْتَسَبَتْ رَبَّنا لا تُؤاخِذْنا إنْ نَسِينا أوْ أخْطَأْنا...[[البقرة-286|]]</span>﴾ قالَ: نَعَمْ ﴿<span style="font-family: 'KFGQPC HAFS Uthmanic Script'">... رَبَّنا ولا تَحْمِلْ عليْنا إصْرًا كما حَمَلْتَهُ علَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنا ...[[البقرة-286|]]</span>﴾ قالَ: نَعَمْ ﴿<span style="font-family: 'KFGQPC HAFS Uthmanic Script'">... رَبَّنا ولا تُحَمِّلْنا ما لا طاقَةَ لنا بهِ ...[[البقرة-286|]]</span>﴾ قالَ: نَعَمْ ﴿<span style="font-family: 'KFGQPC HAFS Uthmanic Script'">... واعْفُ عَنَّا واغْفِرْ لنا وارْحَمْنا أنْتَ مَوْلانا فانْصُرْنا علَى القَوْمِ الكافِرِينَ[[البقرة-286|]]</span>﴾ قالَ: نَعَمْ
- يُظهر هذا الحديث حساسية الصحابة في تلقي آيات الله تعالى: فعندما نزلت هذه الآية أعطوها حقها من الفهم و<mark style="background: #FF5582A6;">التعظيم</mark> و<mark style="background: #BBFABBA6;">التسليم</mark>. وعندما صعب عليهم تطبيق ما فيها من أمر الله فيها جاؤوا إلى الرسول يسألونه. وعندما أمرهم بالتسليم باشروا بالتسليم فورًا.
- نستشعر عظمة الصّحابة في هذا الحديث، فعندما ذكروا ما يُطيقون من الأعمال كانت: الصلاة والصيام والجهاد والصدقة! وما لم يطيقوه هو فقط ما يقع في قلوبهم!
- عندما سمع النبي ﷺ طلب الصّحابة حذرهم بأن عدم التسليم لمرجعية الوحي مذموم بذاته وفيه تشبه بأهل الكتاب. فمن [[الفقه في الدين]] فهم المواضع التي ذم الله فيها أهل الكتاب لتجنب الوقوع فيها.
- قد يُشرّع الله تعالى بعض الأحكام لاختبار التّسليم (كالأمر بتحويل القبلة).
- يبين هذا الحديث والآيات المذكورة فيه مركزية التسليم بمرجعية الوحي.
### 6. أثر من خارج الكتاب: عندما أتت [[فاطمة]] إلى [[أبي بكر]] <span style="font-family: 'KFGQPC Arabic Symbols 01'; ">L</span> تطلب ميراثها، لم يستطع أبو بكر أن يجاملها مع علمِه بوجود نصّ في سنّة رسول الله ﷺ يقول فيه أن الأنبياء لا يورثون وأن ما يتركونه هو صدقة. فقال لها: (وإنّي أخشى إن تركت شيئًا من أمره أن أزيغ)
- في هذا الأثر أوجه كثيرة لبيان <mark style="background: #FF5582A6;">تعظيم</mark> [[أبو بكر]] لأمر الرسول ﷺ. فعدم مجاملته ل[[فاطمة]] <span style="font-family: 'KFGQPC Arabic Symbols 01'; ">J</span> وخوفه من أن يزيغ (وليس فقط أن تكون عليه سيئة).