# شبهة أن [[البخاري]] لم يصحح إلا ما يقارب 3000 حديث، فما غيرها فليس صحيح
لم يقل [[البخاري]] أن الصحيح هو فقط ما في صحيحه أو أن صحيحه قد اشتمل على كل الصحيح، بل نقل عنه تلميذه [[الترمذي]] تصحيح أحاديث الغير مشمولة في [[صحيح البخاري]]. كما أنه سمى كتابه بـ [[صحيح البخاري|الجامع المسند الصحيح المختصر]] وكلمة المختصر تدل بوضوح على أنه مختصر ويوجد ما هو أوسع منه.
كذلك نقل [[ابن الصلاح]] في كتاب [[علوم الحديث]] عن [[البخاري]] و[[مسلم]] أنهما لم يستعوبا كل الصحيح في صحيحيهما ولا أرادا ذلك.
# شبهة أن كتب [[البخاري]] الأصلية وغيرها مفقودة وغير موجودة ولا يمكن معرفة دور النساخ عبر الزمن
الجواب أن النقل لم يتم عن طريق الكتابة أساسًا بل كان عن طريق السماع والكتابة معًا.
# شبهة أن النظر للمتن لم يأخذ حظ النظر إلى السند من الدراسة والتمحيص والتدقيق
هذه الشبهة تدل على جهل بعلوم الحديث، فالمحدثون يحكمون على ثقة الراوي بثلاث طرق ذكرت [[كيفية حكم المحدثين على الأحاديث بالصحّة#كيفية الحكم على ثقة الراوي|ذكرت سابقًا]] وأحدها نقد المتون. وهنا بعض الأدلة من أقوال العلماء في مسألة نقد متون الأحاديث:
* [[ابن القيم]] سُؤل: هل يمكن أن نحكم على أحاديث أنها موضوعة بدون النظر إلى أسانيدها؟ فقال: نعم، وذكر أمثلة كثيرة في كتاب [[المنار المنير]]
* كتاب [[اهتمام المحدثين بنقد الحديث سندًا ومتنًا ودحض مزاعم المستشرقين]] ذُكر فيه كلام [[ابن القيم]] في كتاب [[المنار المنير]] ووضح أن العلماء ينقدون المتون
# شبهة ارتباط علوم الحديث بالسياسة
من أبرز الإشكالات المطروحة عند نقاد التراث الإسلامي: أن المسلمين ليس لديهم تراث حقيقي مبني على العلوم، وأن علم الحديث متأثر بالسياسة؛ فكلما أراد حاكم أن يخترع أحاديثًا تناسب الحالة السياسية ليوطد حكمه ويزيد ملكه، فإن المحدثين يضعون له من الأحاديث ما أراد، وكذلك يزعمون أن التراث الذي لدينا هو ناتج عن خلافات سياسية ومذهبية وعقدية لا عن نقل بأسس علمية.
فمثلاً كان يقال أن [[الزهري]] وضع أحاديث لـ [[عبد الملك بن مروان]] في فضل المسجد الأقصى لكي يحول الناس اهتمامهم من الكعبة للمسجد الأقصى، لأن الكعبة كان فيها [[عبدالله بن الزبير]] وهو المعارض السياسي لحكم أمية. ولكن بعد البحث نكتشف أن [[الزهري]] لم يتصل بـ [[عبد الملك بن مروان]] إلا بعد وفاة [[ابن الزبير]] بعدة سنوات، بالتالي لا حاجة لهذه القصة لأنه مات!
> [!info] فائدة
> يمكن مراجعة كتاب [[المحدثون والسياسة]] للدكتور [[ابراهيم العجلان]]؛ ففيه تتبع الكاتب الأحاديث التي قيل أنها وضعت بسبب السياسة في [[صحيح البخاري]] وهي تشكل نسبة 0.5% أي 41 حديث.
## كتب تجمع الشبه وتفندها
* كتاب [[الحداثة وموقفها من السنة]] يجمع أقوال كثيرة من أقوال الحداثيين ويهتم بقضية تأويل النصوص بطرقهم الغربية النقدية.
* كتاب [[الاتجاه العلماني المعاصر في السنة النبوية]] يتتبع هذه الشبه.
* كتاب [[الاتجاه العقلي لعلوم الحديث]] للدكتور [[خالد أبا الخيل]].
> [!tip] هام
الشريعة لم تأت لتقول أن الإنسان يجب أن يجبر عقله على الإيمان بما يضاد العقول؛ بل تقول لك أن علم الله سبحانه وتعالى أوسع من كل علم، والرسول ﷺ قد أتى بعلم عن طريق الوحي مما قد لا تدركه عقولنا؛ فما لا تدركه عقولنا لا يصح لنا أن نقول أنه مناقض للعقل.
> [!info] فائدة
> أغلب الشبهات في علم الحديث تأتي وثم تنتشر وتتسع بسبب الجهل وعدم الاطّلاع على علوم الحديث والسنة النبوية. نحن بحاجة للأدوات البحثة والرجعوع للمراجع لنقض هذه الشبهات.
> مثال: عدنان ابراهيم يقول أن الحديث الذي يذكر سن السيدة [[عائشة]] <span style="font-family: 'KFGQPC Arabic Symbols 01'; ">J</span> عند الزواج من الرسول ﷺ = روي من طريق الكوفيين عن [[هشام بن عروة]] ويقول أن ما رواه الكوفيون عن [[هشام بن عروة]] ضعيف (برأيه) ويقول أنه لم يروى إلا من هذا الطريق.
> عند البحث بالطريقة البحثية العادية: نجد أن هذا الحديث روي في صحيح مسلم بإسنادين آخرين للحديث من طريقين غير طريق [[هشام بن عروة]]!
## أهم دافع ومولد لإثارة الشبهات على علم الحديث
بالإضافة **للجهل** فإن **الإنهزام** أمام الآخر من أهم مولدات الشبهات في علوم الحديث والسنة!
فيجب أن نفهم أننها برغم هزيمتنا الحالية فلسنا ضعفاء، ولدينا علم حقيقي مبني بناءً صحيحًا ولدينا منظومة كاملة تدل على أن الدين الذي نؤمن به دين صحيح فلا نتخلى عن ما نؤمن به لنظهر للآخرين أننا نستطيع مجاراتهم!
كما يجب أن نفهم أن منظومة أعدائنا حاليًا منظومة فاشلة تمامًا أخلاقيا وأن نرى ما فيها من الأخطاء والعيوب وأن نعرف مصير اتّباعهم وتقليدهم وتمييع الدين ليناسب ما يتطلعون إليه. ومن هذا الباب تأتي شبهات من قبيل أن النظام الإسلامي يعامل المرأة بطريقة غير مقبولة لهذا العصر، أو أنّ الإسلام ليس شرطًا لدخول الجنة بل أنّ صلاح الشخص فقط يمكن أن يدخله الجنة بغض النظر عن دينه وغيرها. وهذا كله ينبع من محاولة إرضاء الآخرين على حساب تتبع العلم الحقيقي.
> [!info] فائدة
> يجب أن نتعامل مع الواقع كالأسير العزيز: فبالرغم من الأسر إلا أنه يبقى رافع الرأس لأنه لم يخطئ وسيعود يومًا ليُظهر الحق. فنحن نعلم أن لدينا مصادر شرعية صحيحة، ولدينا اجتهاد من العلماء منها المصيب ومنها المخطئ. وكل الجهود البشرية تدرس وتنقد. وحتى [[صحيح البخاري]] تم نقده عبر العصور وتبين صوابه.