# نشأة علوم القرآن بدأت علوم القرآن بالظّهور ببداية نزوله على الرّسول ﷺ‎ في غار حراء. ومن العلوم التي يمكن استنباطها من نزول الوحي الأول: [[أول ما نزل من القرآن وآخره|أول ما نزل من القرآن]]، و[[علوم قراءة القرآن]]، و[[الوحي]]. مرّت علوم القرآن بمرحلتين أساسيّتين: ## 1. مرحلة الرّوايات الشّفهيّة كانت علوم القرآن نقلها التّابعون عن الصّحابة، وأتباع التّابعين عن التّابعين، وهكذا. ## 2. مرحلة التّدوين بدأ تدوين العلوم الشّرعيّة في بدايات النّصف الثّاني من القرن الأول الهجري، وازداد التّدوين في آخره، ثمّ انتشر التّدوين في سائر العلوم الشّرعيّة ومنها علوم القرآن. تُقَسّم مراحل تدوين علوم القرآن إلى: ### أ. مرحلة التّدوين المفرد (مِن أواخر القرن الأول) اقتصرت هذه المرحلة على التّدوين في النّوع الواحد من أنواع علوم القرآن. ومن أبرز العلوم الّتي تمّ التدوين فيها في هذه المرحلة: 1. [[علم التّفسير]]: ألّف فيه [[مجاهد بن جبر]]، و[[مقاتل بن سليمان]]، و[[سفيان الثوري]]، و[[يحيى بن سلّام]]. 2. [[المكّي والمدنيّ]]: ألّف فيه [[عكرمة]] مولى ابن عبّاس، و[[الضحّاك ابن مزاحم]]، و[[الحسن البصري]]، [[الزهري|ابن شهاب الزهري]]. 3. [[علم النّاسخ والمنسوخ في القرآن]]: ممّن ألّف فيه [[قتادة بن دعامة السّدوسي]]، [[الزهري|ابن شهاب الزهري]]. 4. [[علم الوجوه والنّظائر]]: ممّن ألّف فيه [[مقاتل بن سليمان]]، و[[يحيى بن سلّام]]. > [!note] ملاحظة > استمرّ التدوين المفرد لعلوم القرآن حتّى هذا العصر. ### ب. مرحلة الجَمع الجُزئي لعلوم القرآن (مِن القرن الثّالث) ظهرت في هذه المرحلة مصنّفات تجمع أنواعًا من علوم القرآن، ولكنّ جمعها كان جمعًا جُزئيًّا غير شامل. ومن أهمّ هذه المصنّفات: 1. فضائل القرآن ومعالمه وآدابه ل[[أبي عبيد القاسم بن سلّام]]: وهو أوّل كتاب وصلنا من كتب علوم القرآن الجامعة. 2. فَهم القرآن ل[[الحارث المُحاسبي]]. 3. فنون الأفنان في عيون علوم القرآن ل[[ابن الجوزي]]. 4. جمال القُرّاء وكمال الإقراء ل[[علم الدين السخاوي]]. 5. المرشد الوجيز إلى علوم تتعلّق بالكتاب العزيز ل[[أبي شامة المقدسي]]. > [!note] ملاحظة > استمرّ التّصنيف الجزئي القرآن حتّى هذا العصر. ### جـ. مرحلة الجمع الكلّي لعلوم القرآن (مِن القرن الثّامن) بدأت محاولات الجمع الكلي لعلوم القرآن، وأبرز الكتب فيها: 1. البرهان في علوم القرآن ل[[بدر الدين الزركشي]]: هو أول كتاب يجتهد في جمع أنواع علوم القرآن، ويُعدّ من أجود الكتب في ترتيب الأنواع وتحرير المسائل، وأورد فيه 47 نوعًا من علوم القرآن. 2. الإتقان في علوم القرآن ل[[جلال الدين السيوطي]]: هو مِن أجمع ما صنّف في هذا الباب، استفاد من مؤلفات السابقين (المنفردة، والجامعة كالبرهان) وزاد عليها، وأورد فيه 80 نوعًا من علوم القرآن. ### د. العصر الحديث (مِن القرن الرّابع عشر) بعد كتاب الإتقان كاد يتوقف التأليف الجمعي في علوم القرآن، إلى أن أدرجت مادة (علوم القرآن) في الجامعات في العصر الحديث؛ فظهر العديد من كتب علوم القرآن الجامعة جمعًا جزئيًا. وكانت سمة أغلبها التيسير والاختصار والتّقريب، وكان أغلبها نقلاً لما سبق دون زيادة أو تحقيق، إلّا أن منها ما كان عالي لجودة، ومنها: 1. مناهل العرفان في علوم القرآن ل[[محمد عبد العظيم الزرقاني]]. 2. مباحث في علوم القرآن ل[[صبحي الصالح]]. 3. مباحث في علوم القرآن ل[[مناع خليل القطان]]. 4. المحرر في علوم القرآن ل[[مساعد الطيار]].