# إعجاز القرآن > [!cite] مفهوم إعجاز القرآن: > - **الإعجاز**: مصدر الفعل (أعَجَزَ)، بمعنى زوال القُدرة على الإتيان بالشّيء. > - **المعجزة**: أمرٌ خارقٌ للعادة، مقرونٌ بالتّحدّي، سالمٌ من المعارضة. > - **إعجاز القرآن**: إثبات عجز البشر عن الإتيان بمثل القرآن أو معارضته. ## نشأة علم إعجاز القرآن وتاريخه 1. **في عهد النّبوّة وسلف الأمّة**: لم يرد لفظ الإعجاز في القرآن أو السُّنّة ولكن وردت مصطلحات أخرى كالآية والبيّنة والبرهان. ويُعدّ القرآن هو أكبر آيات النّبي وأوضح معجزاته كما في قوله تعالى: ﴿<span style="font-family: 'KFGQPC HAFS Uthmanic Script'">وَقَالُواْ لَوْلَآ أُنزِلَ عَلَيْهِ ءَايَٰتٞ مِّن رَّبِّهِۦۚ قُلْ إِنَّمَا الْأٓيَٰتُ عِندَ اللَّهِ وَإِنَّمَآ أَنَا۠ نَذِيرٞ مُّبِينٌ[[العنكبوت-50|۝]]أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّآ أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَٰبَ يُتْلَىٰ عَلَيْهِمْۚ...[[العنكبوت-51|۝]]</span>﴾. وإعجازه جاء لكفّار قريش وهم أهل الفصاحة والبلاغة والبيان، فتحدّاهم بالإتيان بمثله أو بعشر سور مثله، أو بسورة واحدة، ثمّ قطع لهم أنّهم لن يفعلوا: ﴿<span style="font-family: 'KFGQPC HAFS Uthmanic Script'">وَإِن كُنتُمْ فِي رَيْبٖ مِّمَّا نَزَّلْنَا عَلَىٰ عَبْدِنَا فَأْتُواْ بِسُورَةٖ مِّن مِّثْلِهِۦ وَادْعُواْ شُهَدَآءَكُم مِّن دُونِ اللَّهِ إِن كُنتُمْ صَٰدِقِينَ[[البقرة-23|۝]]فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ وَلَن تَفْعَلُواْ فَاتَّقُواْ النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُۖ أُعِدَّتْ لِلْكَٰفِرِينَ[[البقرة-24|۝]]</span>﴾، وما يزال هذا التّحدّي والإعجاز قائمًا إلى يوم القيامة، فهو المعجزة الخالدة. 2. **بعد عصر السَّلَف**: أدرك العرب في القرون الأولى للإسلام مميّزات القرآن بفطرتهم وفصاحتهم وبيانهم، ولم يُذكر عن أحدٍ منهم أنّه ناقش قضيّة إعجاز القرآن. ولكن انحدار المعارف والأفهام في فهم الإعجاز اللغوي في القرآن بالفطرة أثار الحاجة للبحث في سر إعجازه وحقيقته وبيان وجوهه وأنواعه. واختلف الباحثون في هذا لأقوال عديدة، فقيل أنّ إعجازه هو في إخباره للأمور الغيبية، وقيل أنّه في تضمّنه لعلومٍ ومعارفٍ متجدّدة لم يعهدها أهل زمانها. و<mark style="background: #FF5582A6;">الأصحّ أن الوجه الذي جاء فيه التّحدّي هو (نظم القرآن البديع - لغةً وبلاغةً وأسلوبًا)</mark>، وذلك لأنّه الوجه الذي برع فيه العرب، فهذا يناسب أن يكون هو ما تحدّاهم فيه، كما أنّه الوجه الوحيد الذي ينتظم في كلّ سور القرآن. وأمّا باقي الوجوه فهي فيها من دلائل النّبوّة وربّانيّة القرآن ولكنّها ليست هي التّحدّي الذي تحدّى الله <span style="font-family: 'KFGQPC Arabic Symbols 01'; font-size:1.5em">c</span> به العرب. 3. **إعجاز القرآن عند المعاصرين**: توسّع مفهوم إعجاز القرآن مع توسّع المكتشفات والعلوم الحديثة، فظهر جانب الإعجاز العلمي (التّجريبي) في القرآن؛ وهذا الباب يبحث في الآيات القرآنيّة التي تشير لبعض القضايا العلميّة. وسيأتي توضيح بعضما قد يشوب هذا الباب من خلل. كما قد ظهر ما يُسمّى بالإعجاز العددي في القرآن؛ وهو البحث عن وجود علاقات بين أعداد وأرقام في القرآن لها دلالات وإشارات معيّنة. وقد أدت بعض هذه الأبحاث إلى إنتاج أقوال غريبة في تفسير الآيات، فالحذر مطلوب من تلك البحوث. > [!warning] تنبيهات في باب الإعجاز العلمي في القرآن > - المقصد الأوّل لنزول القرآن هو معرفة الله ﷻ‎ وكيفيّة عبادته، ووجود هذه الإشارات العلميّة هي أمر تابع لذلك المقصد. > - كثرة الخوض في هذا الباب من غير المختصّين في العلم الشرعي، ولا في علم التّفسير، وهذا أدّى إلى الخطأ في تأويل آيات القرآن لتتناسب مع النّظريّات والفرضيّات العلميّة. > - لا يُقبل أيّ تفسير للقرآن بعد تفسير الصّحابة <span style="font-family: 'KFGQPC Arabic Symbols 01'; ">M</span> والسَّلف إلّا بضوابط (يتبع ذكرها). ### ضوابط قبول تفسيرات جديدة للقرآن لا يُقبل الإتيان بتفسيرات جديدة لمعاني القرآن غير ما وَرَد عن السّلف والصّحابة <span style="font-family: 'KFGQPC Arabic Symbols 01'; ">M</span> إلّا بالضّوابط الآتية: 1. أن تكون القضيّة المفسّر بها صحيحة في ذاتها، وتظهر صحّتها بالأمور التّالية: - صحّتها من جهة الوقوع. - دلالة اللغة عليها. - عدم مناقضتها للشّرع. 2. أن لا تناقض ولا تبطل قولاً للسَّلف. 3. أن تحتمل الآية هذا المعنى. 4. أن لا يُقصَر معنى الآية على التّفسير المعاصر. ## أبرز وجوه الإعجاز القرآني ### 1. الإعجاز اللغوي هو إعجاز القرآن من حيث نظمه وبلاغته وفصاحته وبديع أسلوبه. وهو إعجاز شامل موجود في كلّ القرآن وآياته وألفاظه. > [!note] مثال: > في آية ﴿<span style="font-family: 'KFGQPC HAFS Uthmanic Script'">إِنَّآ أَعْطَيْنَٰكَ الْكَوْثَرَ[[الكوثر-1|۝]]</span>﴾ ثمانية معاني بلاغيّة برغم عدد كلماتها المحدود. ### 2. الإعجاز التّشريعي هو إعجاز القرآن من حيث تضمّنه للأحكام والقضايا التّشريعيّة المُحكَمة، والمُحقّقة للعدالة، والمَرِنة الصّالحة لكلّ زمان ومكان، والشّاملة لكل جوانب الحياة، والصّالحة للفرد والأسرة والمجتمع. > [!note] مثال: > منظومة الأخلاق والقِيَم: دعى القرآن إلى منظومة من الأخلاق والقيم تكفل حفظ أواصر الصِّلة بين الأفراد، كما نهى عن كل ما يفسد هذه الصِّلة. ومن الآيات في هذا الباب: ﴿<span style="font-family: 'KFGQPC HAFS Uthmanic Script'">إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَٰنِ وَإِيتَآيِٕ ذِي الْقُرْبَىٰ وَيَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَآءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِۚ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ[[النحل-90|۝]]</span>﴾. ### 3. الإعجاز الغيبي هو إعجاز القرآن من حيث إخباره بالغيبيّات الماضية والحاضرة (المُعاصرة لنزول القرآن) والمستقبليّة. > [!note] أمثلة: > - **الغيبيّات الماضية**: كالإخبار عن بدء الخلق، والأمم السّابقة، والأنبياء وأقوامهم. > - **الغيبيّات الحاضرة**: كالإخبار عن المنافقين، وكشف سوء نيّات اليهود. > - **الغيبيّات المستقبليّة**: كالإخبار عن انتصار المسلمين في بدر، وغَلبة الرّوم على الفُرس، وانتشار الإسلام، وفتن آخر الزّمان، والبعث بعد الموت، وغيرها. ### 4. الإعجاز العلمي هو إعجاز القرآن الذي يتناول إشارة بعض آيات القرآن لبعض القضايا العلميّة (التجريبيّة والكونيّة) التي لم تكن معروفة في زمن نزول القرآن. > [!note] أمثلة: > - ﴿<span style="font-family: 'KFGQPC HAFS Uthmanic Script'">أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهَٰدٗا[[النبإ-6|۝]]</span>﴾: فيها إشارة إلى شكل الجَبَل الظّاهر والباطن. > - ﴿<span style="font-family: 'KFGQPC HAFS Uthmanic Script'">ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةٗ فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةٗ فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَٰمٗا فَكَسَوْنَا الْعِظَٰمَ لَحْمٗا ثُمَّ أَنشَأْنَٰهُ خَلْقًا ءَاخَرَۚ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَٰلِقِينَ[[المؤمنون-14|۝]]</span>﴾: فيها إشارة إلى مراحل خلق الإنسان في الرَّحِم. > - ﴿<span style="font-family: 'KFGQPC HAFS Uthmanic Script'">بَلَىٰ قَٰدِرِينَ عَلَىٰٓ أَن نُّسَوِّيَ بَنَانَهُۥ[[القيامة-4|۝]]</span>﴾: فيها تخصيص البنان بذكر صفةٍ تميّزه عن غيره (وهي البصمة). > - ﴿<span style="font-family: 'KFGQPC HAFS Uthmanic Script'">وَإِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعَٰمِ لَعِبْرَةٗۖ نُّسْقِيكُم مِّمَّا فِي بُطُونِهِۦ مِنۢ بَيْنِ فَرْثٖ وَدَمٖ لَّبَنًا خَالِصٗا سَآئِغٗا لِّلشَّـٰرِبِينَ[[النحل-66|۝]]</span>﴾: فيها إشارة إلى مصدر اللّبن في الأنعام. ## المصنّفات في إعجاز القرآن 1. من المتقدّمين: 1. [[الخطابي]]. 2. [[الرماني المعتزلي]]. 3. إعجاز القرآن ل[[أبي بكر الباقلاني]]. 4. [[دلائل الإعجاز]] ل[[عبد القاهر الجرجاني]]. 5. [[معترك الأقران في إعجاز القرآن]] ل[[السيوطي]]. 2. من المعاصرين: 1. [[إعجاز القرآن والبلاغة النبوية]] ل[[مصطفى صادق الرافعي]]. 2. [[النبأ العظيم]] ل[[محمد عبدالله دراز]]. 3. [[مباحث في إعجاز القرآن]] ل[[مصطفى مسلم]].