# تَدَبُّر القرآن > [!cite] مفهوم تدبّر القرآن > - **التّدبّر**: مصدر تَدَبَّرَ، وأصلها (دُبُر) يدلّ على آخر الشيء وخلفه، واشتقّوا من هذا الأصل فعلَ (تَدَبَّر): إذا نظر في دُبُر الأمر؛ أي في غائبه أو عاقبته. > - **تدبّر الكلام**: أن ينظر في أوّله وآخره، ثم يعيد النّظر مرّة بعد مرّة. > - **تدبّر القرآن**: النّظر إلى ما وراء الألفاظ من معانٍ وعبرٍ ومقاصد، الذي يُثمر العلوم النّافعة والأعمال الزّاكية. > - **النّظر إلى ما وراء الألفاظ**: هذا يتطلّب معرفة معاني الألفاظ (التّفسير). > - **إثمار العلوم النّافعة**: فالتدبّر يكون بالعمل والامتثال. ## مراحل التَّدبُّر 1. **المرحلة النّظريّة**: الوقوف مع الآيات والتّأمّل فيها (التّفسير، الاستنباط، التّفكّر، التّأمّل). 2. **المرحلة العمليّة**: التّفاعل مع الآيات وقصد الانتفاع والامتثال (الاعتبار، الاتّعاظ، التّذكّر). ## أهميّة التّدبّر وثمراته 1. أنّ الله جعل التّدبّر مقصودًا: ﴿<span style="font-family: 'KFGQPC HAFS Uthmanic Script'">كِتَٰبٌ أَنزَلْنَٰهُ إِلَيْكَ مُبَٰرَكٞ لِّيَدَّبَّرُوٓاْ ءَايَٰتِهِۦ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُواْ الْأَلْبَٰبِ[[ص-29|۝]]</span>﴾. 2. أنّ الله تعالى أنكر على من لم يتدبّره: ﴿<span style="font-family: 'KFGQPC HAFS Uthmanic Script'">أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْءَانَ...[[محمد-24|۝]]</span>﴾. 3. أنّ التّدبّر سبيل إلى تحصيل المطالب العالية. 4. أنّه التّدبّر هو الطّريق إلى معرفة العبد لخالقه ﷻ‎ معرفة صحيحة، ومعرفة صراطه المستقيم. 5. أنّ التّدبّر من النّصيحة لكتاب الله تعالى. ## أركان التّدبّر 1. **المُتَدَبِّر**: وعليه تحقيق شروطٍ ونفي موانعَ معيّنة، والإتيان بآدابٍ مُعِينَة على التّدبّر. 2. **الكلامُ المُتَدَبَّر**: القرآن مؤثّر في النّفوس، مُيسَّر للفهم، وقد يختلف تأثير بعض معانيه في النّاس باختلاف مقاصدهم وعمق أفهامهم. 3. **عمليّة التَّدبُّر**: وهي أمور تتعلّق بالقَدر المَتلُوّ، وطريقة التّلاوة، ووقت التّلاوة، وغيرها. ## شروط التّدبّر ### 1. وجود المَحلِّ القابِل (القلب الحيّ) لتحقيق هذا الشَّرط كان الصّحابة يتعلّمون الإيمان قبل القرآن. والقلب اللَّيّن يسهل قبوله للعلم ويرسخ فيه بعكس القلب القاسي الغليظ. ### 2. العمل الّذي يصدر من المُكلَّف (القراءة أو الاستماع مع حضور القلب) 1. **الاستماع**: ﴿<span style="font-family: 'KFGQPC HAFS Uthmanic Script'">وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْءَانُ فَاسْتَمِعُواْ لَهُۥ وَأَنصِتُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ[[الأعراف-204|۝]]</span>﴾. فالاستماع هو أوّل العلم، وإن ترافق مع نيّة صادقة فإنّ الفهم والأثر يقعان. 2. **القراءة**: ولتكون القراءة أدعى للتدبّر يجب مراعاة بعض الأمور، منها: 1. التّهيّؤ لها: باختيار الوقت والحال الأنسب، والتّفرّغ من الشّواغل. 2. مراعاة ما يُطلب حال القراءة: فيختار القارئ ما يزيد تدبّره من الجهر أو الإسرار، والقراءة من المحفوظ غيبًا أم من المصحف، والقراءة بترتيب وترسُّل، وتكرار الآيات. كما أنّ هناك نقاطًا يجب مراعاتها سواءً في حال الاستماع أو القراءة: 1. إدراك أهميّة التّدبّر. 2. استحضار عظمة المُتكلِّم. 3. استحضار كون المُتلقّي هو المخاطب. 4. صدق الطَّلب والرّغبة. 5. التّلقّي بهدف الامتثال. ### 3. قَدرُ مِن الفهم للكلام الفهم قضيّة فيها تفاوت بين النّاس، لكن هناك حدًّا من الفهم لا يقع التّدبّر دونه. فلا يمكن لمن لا يعي معنى الكلام أن يتدبّره مهما بلغ من درجات حضور القلب وحياته. وهذا لا يعني أنّ التّدبّر لا يقع إلى للعلماء، بل يمكن لمن يحق درجة من فهم معاني القرآن أن يحصّل قدرًا مِن التّدبر بحسب وعيه وفهمه لكلام الله <span style="font-family: 'KFGQPC Arabic Symbols 01'; font-size:1.5em">c</span>. > [!warning] تنبيه > ينبغي التّنبّه لأنّ للتدبّر مراتبًا ودرجات، فمنها ما يصحّ لعموم النّاس، ومنها ما لا يُحسنه إلّا العلماء. فلا يصحّ لمن لا يملك المؤهّلات أن يستخرج المعاني واللطائف والدّقائق الّتي لم يسبقه إليها أحد، فهذا مما لا يملك أدواته إلّا العلماء. فتدبّر غير العلماء يكون بترقيق القلب، وإيجاد مواضع العِبَر، وعرض نفسه على الأوصاف التي ذكرها الله للمؤمنين، والخوف من الاتّصاف بما حذر الله منه، ونحو ذلك.